أشرف مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أمس الأربعاء بالعاصمة الإنجليزية لندن، على توقيع اتفاقيتين للاستثمار مع أكبر المجموعات العالمية في مجال الطيران. ويتعلق الأمر ب "إيغوليا" و"ألكوا"، تقضي بشروع المجموعتين بالاستثمار في المغرب بغلاف مالي يقدر ب 45 مليون أورو. وأكد بلاغ صادر بعد توقيع الاتفاقيتين، حصلت "المغربية" على نسخة منه، أن استثمار المجموعتين العالميتين في المغرب سيساهم في خلق حوالي 700 منصب شغل جديد، كما سيعمل الاستثمار من الرفع من الخبرات المغربية في مجال صناعات الطائرات. وأبرمت الاتفاقيتين بمناسبة المعرض الدولي للملاحة الجوية الذي افتتح يوم الاثنين الماضي في العاصمة الإنجليزية لندن. وتعد مجموعة "إيغوليا"، التي اختارت أن تقيم فرعا ثانيا لها في المغرب، فرعا من المجموعة الفرنسية للطيران "ايرباص" الدولية، التي شهدت نموا سريعا خلال الخمس سنوات الماضية، ويقدر رقم أعمالها ب1.5 مليار دولار، وتهدف المجموعة إلى دعم قدرتها التنافسية من خلال الاستثمار في المغرب بهدف دعم نموها التجاري وزيادة الإنتاجية في العمل. كما تعتزم المجموعة في استثمارها، المقدر ب 40 مليون أورو، خلق وحدة إنتاج متخصصة في تجميع الهياكل الكبيرة والمعقدة للطائرات. إذ ينقسم المشروع إلى مرحلتين، وستخلق المرحلة الأولى من الاستثمار حوالي 500 منصب شغل مباشر، وعدد مماثل بشكل غير مباشر، وفي المرحلة الثانية، تعتزم المجموعة زيادة معدل الإنتاج وتنويع أسواقها لتوريد الطائرات. وبالنسبة للمجموعة الأمريكية "ألكوا"، فإنها تتوفر على 200 وحدة إنتاجية في مجال الطيران، وتتموقع في 31 بلدا، وتعد من الشركات الرائدة خلال السنوات 125 الماضية في إنتاج مادة الألومنيوم. وتعتزم استثمار 5 ملايين أورو من أجل زيادة طاقتها الإنتاجية في المغرب. وتتوجه نحو إنتاج مرفق لها لصناعة الطيران، استجابة لاحتياجات زيادة القدرة الصناعية للشركة التي هي حاليا في مرحلة النمو. ومن خلال هذا الاستثمار، سيتم خلق أكثر من 200 منصب شغل جديد، وتخطط المجموعة لزيادة حجم أعمالها سبع مرات على مدى السنوات العشر المقبلة من خلال إحداث خطوط إنتاج جديدة. وبالإضافة إلى الفوائد الاستثمارية، التي سيكسبها المغرب من خلال استثمار المجموعتين في المغرب، من حيث خلق فرص الشغل ونقل الخبرة، فإن المشروعين من شأنهما العمل على تحفيز وتعزيز الاستثمار، وأيضا بناء قاعدة استثمارية قوية تساهم في الرفع من الخبرة المغربية في مجال الطيران. وساهم إطلاق خطة تسريع التنمية الصناعية 2014 2020 في إحداث دينامية استثمارية متميزة، وفي استقطاب الكثير من الاستثمارات العالمية، خصوصا في صناعة الطيران والسيارات. وتهدف الخطة لخلق أكبر عدد ممكن من فرص الشغل. ويرتكز المخطط على عشرة تدابير أساسية، تتمثل في إحداث دينامية وعلاقة جديدتين بين المجموعات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز مكانة القطاع الصناعي كمصدر رئيسي لفرص العمل، ومضاعفة المكاسب الاجتماعية والاقتصادية للطلب العام عبر المقاصة الصناعية. كما أن المخطط الجديد يضمن خططا لملاءمة الكفاءات مع حاجات الشركات وتأسيس صندوق للاستثمار الصناعي باستثمارات تبلغ نحو 2.5 مليار دولار حتى عام 2020، إضافة إلى إنشاء مناطق صناعية ميسرة. ويتضمن المخطط متابعة اتفاقيات التبادل الحر التي في طور المفاوضات ومراقبة مدى الالتزام والاستفادة من الاتفاقات العديدة المبرمة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول الخليج، إضافة إلى متابعة فرص الاستثمار الأجنبي المباشر ودعم التوجه الإفريقي للمغرب. وتتوقع الحكومة أن يؤدي المخطط الصناعي لإحداث نصف مليون وظيفة بحلول سنة 2020، وأن يأتي نصفها من خلال الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما تتوقع زيادة حصة القطاع الصناعي من الناتج الداخلي الإجمالي من 14 في المائة حاليا إلى 23 في المائة بحلول 2020.