انعقد المؤتمر الدولي الأول لاتحاد الصحافيين العرب في فلسطين من 20 إلى 25 يونيو الجاري، ووصف عبد الناصر النجار، نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ذلك بأنه حدث تاريخي. وقال النجار، خلال المؤتمر، إن هذا الاجتماع يعد سابقة في تاريخ فلسطين، وفرصة للصحافيين العرب للانخراط في الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وأن "الجهة الفلسطينية في المؤتمر تجده مناسبة حقيقية لتصحيح الرؤى المغلوطة عن القضية الفلسطينية، التي يروجها البعض، لعزل الشعب الفلسطيني عن الحاضنة العربية". وأضاف مخاطبا عددا من الصحافيين العرب والأجانب، إن "تنظيم مؤتمركم في دورته، التي اخترتم لها اسم "دورة القدس"، يعتبر إجلالا وإكراما للشهداء الصحافيين العرب والفلسطينيين"، مستحضرا عدد الجرحى الذي بلغ 2500 جريح، وثلاثة منهم مضربون عن الطعام في سجون الاحتلال. وقال إن الاتحاد الدولي للصحافيين مطالب بالدفاع عن الأسرى، من خلال إثارة هذه القضية إعلاميا على مستوى دولي، وتبويء القضية الفلسطينية مركزها الأول في العالم في ظل هذه الهجمة الشرسة، وأضاف "رأيتم كيف يعيش هذا الشعب بمشاركتكم له منذ دخولكم الأراضي الفلسطينية، فالقدس في خطر، ومهددة بالهدم في أي لحظة، والصحافيون الفلسطينيون مهددون بالقتل أو الاعتقال". وكانت أشغال مؤتمر اتحاد الصحافيين العرب لدعم فلسطين انطلقت السبت الماضي، في مدينة رام الله، بالضفة الغربية، برعاية رئيس دولة فلسطين، محمود عباس أبو مازن، وبتنظيم من الاتحاد العام للصحافيين العرب، بتنسيق مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين، وبمشاركة رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين جيم بوملحة، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، واتحاد الصحافيين في روسيا، واتحاد الصحافيين في البرازيل، واتحاد الصحافيين في الهند، ونقابات صحفية من تونس، ومصر، والأردن، وموريتانيا. وذكر جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، بأن أشغال المؤتمر تُنظم في "اللحظات الأكثر صعوبة في فلسطين"، وأن هذه المشاركة هي بدافع دعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين في خضم الانتهاكات، التي تستهدفهم وتقيد حرياتهم، مفيدا أن هناك نقاشا دوليا عن هذا الموضوع، حول الوقت الذي تناضل فلسطين فيه لتحتل مكانتها على مستوى العالم. كما قدم أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة القدس، لمحة عن صورة القدس، وقال إن المدينة تتعرض لأبشع حملة تهويد، بتهجير سكانها من خلال سياسة استيطانية، وهدم المنازل وتقييد حركة السكان الفلسطينيين، واعتقال الأطفال وفرض الضرائب. وأضاف قريع أن هناك عمليات حفر تحت المباني المقدسة بحثا عن هيكل مزعوم، إلى جانب بناء كنائس، تزيد الآن عن 75 كنيسة ومدرسة تلموذية، ومتحف أثري، مشيرا إلى أن الحفريات الجارية بالقصور الأموية تهدد المسجد الأقصى، فضلا عن الشعائر الدينية الممارسة التي تقسم المسجد الأقصى زمانا ومكانا. وتعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التاريخية في العالم، إذ يزيد عمرها عن 45 قرنا، وهي مهد الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والنصرانية والإسلام.