يستفيد أزيد من 400 فلاح بجهة سوس من تقنية تدبير منتوج الحوامض وتتبع معدلات السقي عن طريق الأقمار الصناعية، التي تبعث رسائل قصيرة على الهاتف المحمول كل 15 دقيقة للفلاح المستفيد، لتتبع أحوال الطقس ومستجدات الحالة الفلاحية لضيعته، مقابل 3 دراهم ونصف الدرهم للرسالة. "المغربية" وقفت على هذه التقنية لدى زيارتها للضيعة التجريبية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول، بضواحي مدينة أكادير. واعتبر عبد اللطيف الفاضل، أستاذ باحث في قسم "البستنة" بالمعهد المذكور، أن هذه التجربة ناجحة من حيث تدبير الثروة المائية، موضحا تراجع عدد المزودات المائية بالتنقيط من 12 مزودا مائيا في الزراعة التقليدية إلى مزودين فقط للشجرة،وتراجع صبيب الماء من 4 لترات في الساعة إلى لترين فقط. وشبه الفاضل التعامل مع الحوامض بأغراس الطماطم،ما سمح بتقليص كمية الماء في كل شجرة بنسبة 40 إلى 50 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الإنتاجية إلى ما بين 20 و22 طنا سنويا، و40 طنا في الهكتار الواحد. وكانت "المغربية" حلت، بداية الأسبوع، رفقة عدد من الإعلاميين للضيعة التجريبية "أكادير آيت الملول"، الكائنة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بمدينة أكادير، في إطار المرحلة الثانية من البرنامج الإفريقي للتكيف مع التغيرات المناخية بالمغرب، المنظم بشراكة بين الوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والبيئة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، الذي خصص ضمن أنشطته زيارات ميدانية لعدد من الصحافيين لواحات وضيعات،تعنى بقطاع التحولات المناخية والحفاظ على الواحات والبيئة، لتحسيس وتوعية الفاعلين الإعلاميين بالتحولات المناخية التي يعرفها المغرب خدمة لقضايا البيئة والتنمية المجالية. وكانت بداية الزيارات الميدانية من الحقل التقليديلزراعة الحوامض،الذي تبلغ مساحته هكتارا واحدا، ووقف الصحافيون على الأساليب التقليدية المعتمدة في السقي، الذي يتطلب مابين 14 و15 ألف متر مكعب من الماء على مساحة زراعية تبلغ هكتارا واحدا، وهي كمية كبيرة مقارنة مع نسبة الإنتاج،إذ يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من البرتقال ما بين 400 و500 لتر من ماءالسقي. وأوضح الباحي عبد اللطيف الفاضل أن إهدار الماء بهذه الطريقة، نتج عنه فتح حوار وطني معمق، استغرق 7 سنوات، أسفر عن قرارات مهمة، من أبرزها ترشيد الثروة المائية المخصصة للسقي، وفق ما نصت عليه سياسية مخطط "المغرب الأخضر"، وإحداث طريقة السقي بالتنقيط. ولم يكتف الباحثون في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بهذا القرار فقط، ما دام عملهم منصبا على البحث العلمي والميداني في المشاريع المرتبطة بالبستنة والزراعة، إذ نجحوا في تقليص نسبة استغلال المياه من 14 ألف متر مكعب في السنة إلى ما بين 800 وألف متر مكعب في السنة.