من المنتظر أن تشهد الأسواق في بعض المناطق خصاصا في قنينات الغاز، غدا الأربعاء وبعد يوم غد الخميس، بسبب توقف موزعي قنينات الغاز عن التوزيع المباشر لها لمدة 48 ساعة، كخطوة "إنذارية أولى، ستعقبها أشكال تصعيدية أخرى، بعد هذا التوقف". ويأتي هذا التصعيد من قبل الموزعين احتجاجا على ما أسموه "الوضع المتردي للقطاع، ما يهدد المهنيين بالإفلاس، بسبب عدم مراجعة هامش الربح المجمد منذ سنة 1998". وقال محمد بنجلون، رئيس الجمعية المغربية لموزعي قنينات الغاز، إن ممثلي الجمعية في بعض المناطق عقدوا، نهاية الأسبوع الماضي، اجتماعا طارئا لتقييم الوضع، جرى التأكيد خلاله على سريان قرار التوقف عن التوزيع المباشر لقنينات الغاز، يومي 4 و5 يونيو الجاري. وأضاف بنجلون، في تصريح ل"المغربية"، أن الموزعين "سيجسون بهذه الخطوة النضالية الإنذارية نبض الحكومة، ومدى استجابة الموزعين"، مشيرا إلى أن المهنيين سيجتمعون بعد ذلك، لتقييم نتائج التوقف، واتخاذ "القرارات الأخرى المناسبة للدفاع عن مطالبهم المشروعة"، موضحا أنهم "لم يتلقوا أي اتصال أو مبادرة من قبل الحكومة للجلوس إلى طاولة الحوار، باستثناء تصريحات محمد الوفا، وزير الشؤون العامة والحكامة، التي هاجم فيها المهنيين". وقال بنجلون "للوفا أن يقول ما يشاء، ولا يمكن لأحد أن يصده، لكن عليه أن يعي أنه مسؤول في الحكومة، ويجب أن يتحمل مسؤولية ما يقوله"، معلنا أن المهنيين يسعون دائما إلى الحوار، وأن "خطواتهم تكون بشكل مسؤول وحضاري ومعقول للتعبير عن مطالبهم". وكان موزعو قنينات الغاز اتخذوا قرار التوقف لمدة 48 ساعة قابلة للتجديد، خلال جمع استثنائي، مع ترك المستودعات مفتوحة أمام المواطنين، لمن أراد تعبئة قنينته خلال هذا التوقف. وحسب بنجلون، فإن قرار التوقف جاء بعدما "لم يعد الموزعون قادرين على مسايرة وتيرة التوزيع، لأن هامش ربحهم لم يراجع منذ 1998، مقابل زيادات كبيرة في بعض المواد"، مشيرا إلى أن آخر ما عمق الأزمة هي الزيادة في البنزين، الذي يشكل طرفا مهما في وسائل عمل موزعي الغاز. وذكر بنجلون أن موزعي قنينات الغاز دخلوا في "حوار جاد مع الحكومة منذ 2012، وعبروا عن مطالبهم، وتلقوا وعودا بحل ملفهم المطلبي في غضون 4 أو 5 أشهر، لكن لا شيء تحقق".