أكد الوزير الأول البلجيكي، إليو دي ريبو، أن المغرب وبلجيكا تجمعهما علاقات عريقة تعود إلى أزيد من نصف قرن من الزمن، وعرفت تطورا مهما على مر الأيام خدمة لمصالح شعبي المملكتين. قال ريبو، في حديث لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسيل، إن الحوار بين المغرب وبلجيكا يمس العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرا إلى أن المبادلات بين البلدين ارتفعت بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة. وأبرز أن المغرب هو رابع شريك لبلجيكا في العالم في مجال التعاون، بمشاريع تهم بالخصوص قطاعات الفلاحة وتدبير المياه والتربية والتعليم. وأضاف أنه من أجل إعطاء نفس جديد للعلاقات بين البلدين، أعاد البلدان في فبراير الماضي تفعيل اللجنة العليا المشتركة المغربية- البلجيكية التي لم تنعقد منذ سنة 2007، مذكرا بأن هذا الاجتماع من مستوى عال تميز بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز التعاون بين الرباطوبروكسيل بصفة أكبر. وقال إن حكومتي البلدين اتفقتا بهذه المناسبة على عقد اجتماعات بصفة أكثر انتظاما بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين. كما أكد الوزير الأول البلجيكي استعداد بلاده لدعم المغرب في تنفيذ الإصلاحات الديمقراطية التي أطلقها من أجل تعزيز دول القانون والمؤسسات. وقال إن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الطرفين في فبراير الماضي تشكل إشارة على التزام بلجيكا إزاء السلطات المغربية. وتطرق دي روبو أيضا إلى متانة العلاقات الإنسانية القائمة بين البلدين بالنظر إلى حضور جالية مغربية مهمة ببلجيكا (حوالي نصف مليون نسمة). وأبرز في هذا الصدد "نحتفي طيلة سنة 2014 بمرور خمسين سنة على الهجرة المغربية إلى بلجيكا. إن هذا الاحتفال مهم للغاية، ليس فقط لتذكر وفهم تاريخنا بشكل أفضل، وإنما أيضا من أجل المضي إلى الأمام". وحسب روبو، وهو أيضا من أصل إيطالي، فإن هذا الاحتفال يشكل كذلك نوعا من الاعتراف من طرف بلجيكا بالمساهمة الواسعة للمغاربة في تنمية هذا البلد اجتماعيا واقتصاديا. وأضاف "باسم بلجيكا، أعرب لهم عن امتناننا. يحق لنا أن نفخر بهم"، مؤكدا أن البلجيكيين من أصل مغربي "هم مواطنون كاملو المواطنة ويشاركون اليوم بشكل كامل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لبلجيكا". وأبرز أن النجاحات التي يحققها البلجيكيون المنحدرون من الهجرة، وخاصة المغربية، تسجل ارتفاعا مستمرا وتزيد بروزا يوما عن يوم في جميع المجالات، مشيدا بآلاف البلجيكيين من أصل مغربي، "أبطال الحياة اليومية" كما سماهم، والذين يساهمون يوميا في دينامية وتنوع المجتمع البلجيكي. وبالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها عدد من المغاربة ببلجيكا، حرص دي روبو على بعث رسالة دعم وتفاؤل لهذه الفئة من المجتمع البلجيكي. وقال "إن المجتمع البلجيكي يتسم بالتعددية الثقافية. والبلجيكيون المنحدرون من الهجرة يشكلون مصدر غنى لبلادنا التي تحتاج لجميع الطاقات وجميع المواهب"، مضيفا أنه إذا أمكن لشخص منحدر من الهجرة أن يصبح وزيرا أولا، فإن كل شيء ممكن. وأشاد دي روبو بالمشاركة الهامة لأفراد الجالية المغربية في الحياة السياسية البلجيكية، مبرزا أن هناك العديد من البلجيكيين من أصل مغربي مرشحون في إطار انتخابات 25 ماي ويساهمون في تنشيط الحملة الانتخابية والنقاش الديمقراطي.