حقق قطاع السياحة بمراكش، التي تعد الوجهة السياحية الأولى على الصعيد الوطني، انتعاشة قوية خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية، يعكسها ارتفاع مؤشري عدد ليالي المبيت والوصولات. إحدى أزقة سوق جامع الفنا حسب تقرير للمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فإن معدل ليالي المبيت بالمؤسسات الفندقية المصنفة بالمدينة الحمراء، سجل ارتفاعا في الفترة نفسها بنسبة 15 في المائة، بزيادة 740 ألف ليلة مبيت على العدد المحقق خلال السنة الماضية. وأبرز التقرير أن المؤشر المرتبط بالأسواق المصدرة للسياح عرف ارتفاعا، حيث سجلت معدلات نمو تتراوح ما بين 72 في المائة بالدول الاسكندنافية وزائد 40 في المائة ببلدان أمريكا الشمالية، وزائد 23 في المائة بالسوق البريطانية وزائد 20 في المائة بالسوق الألمانية وزائد 13 في المائة في اسبانيا، كما سجل تحسن على مستوى السوق الوطنية ب16 في المائة وكذا بالبلدان المغاربية ب46 في المائة. وأعرب كافة الفاعلين العموميين والخواص، خلال لقاء نظم مؤخرا بمراكش، برئاسة عبد السلام بيكرات، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، خصص لتقديم حصيلة الأنشطة السياحية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية، ومناقشة مخطط العمل بالنسبة للفترة الممتدة ما بين 2014 و2017، عن تعبئتهم من أجل بلوغ هدف 3.8 ملايين سائح في أفق 2018 وإحداث 15 ألف منصب شغل جديد بقطاع السياحة بمراكش. وأكد هؤلاء الفاعلون على ضرورة تعزيز ريادة مدينة مراكش على المستوى السياحي وتقوية موقعها أكثر ضمن الوجهات السياحية العالمية المتميزة. وتحقيقا لهذا الغرض، اعتمد المجلس الجهوي للسياحة توجها يرتكز على التشاور مع كافة الفاعلين السياحيين، أفضى إلى إعداد مشروع مخطط عمل يتمحور حول العديد من الأوراش، من بينها التواصل والترويج لوجهة مراكش السياحية داخل سوقين سياحيين يكتسيان أولوية كبيرة، ويتعلق الأمر بالسوق الألمانية والإنجليزية. وتبقى مراكش الواجهة الأولى على الصعيد الوطني السياحي، ويعزى ذلك إلى التنوع الطبيعي والثقافي والتاريخي والحركية التي تطبع المدينة الحمراء ليل نهار، إضافة إلى سخونة الجو والشبكة الطرقية والبرامج التي تطرحها وزارة السياحية، وهي عوامل تشجع السياح الأجانب والأسر المغاربة على اكتشاف المغرب السياحي. وحسب مصدر مسؤول بالمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فإن هناك برامج متنوعة وحجوزات فاقت المقاييس، خلال الفترة نفسها، موضحا أن المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، قرر وضع مخطط بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة من أجل النهوض بالسوق الداخلية، باعتبارها ثاني سوق بعد السوق الفرنسية. وأشار إلى أن مدينة مراكش تتوفر على عروض سياحية مهمة ومتنوعة تتلاءم مع انتظارات السياح الأجانب والمغاربة، سواء على مستوى المنتوج أو على مستوى الأثمنة. ويجمع عدد من المهتمون بالشأن السياحي على أن تنشيط السياحة الداخلية يمكن أن يساهم في إنعاش النشاط الاقتصادي وإضافة مزيد من مناصب العمل، كما يساهم في تمكين المغاربة من اكتشاف المآثر التاريخية والروائع الطبيعية التي تزخر بها مدينة مراكش.