حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من مخاطر تقسيم سورية، مؤكدا أن نتائجه ستكون كارثية على هذا البلد، وعلى منطقة الشرق الأوسط. وقال الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع صحيفة (الحياة) اللندنية، نشرتها اليوم السبت، وأوردتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن "كل سيناريوهات التقسيم كارثية النتائج على سورية والمنطقة... كما أن التقسيم والتفكك سينتج كيانات هشة تشكل عبئا أمنيا وبشريا على جيران سورية، وقد يغذي توجهات انفصالية خطيرة في المنطقة". وعبر عن اعتقاده بأن سورية غير قادرة على الاستمرار في نزاع بهذه الوتيرة من العنف والحدة لسنوات طويلة، لأنه يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وبتدمير بنيتها ومؤسساتها، و"بالانزلاق لا قدر الله نحو سيناريو الدولة الفاشلة". وأضاف "لذا يجب أن لا نسمح لهذا النزاع بالاستمرار، وعلى الدول العربية جميعا ودول الجوار المعنية والمجتمع الدولي العمل بشكل جدي من أجل إنهاء كافة جوانب الصراع، ومعالجة مأساة اللاجئين السوريين، وإنجاح حل سياسي يفضي لمرحلة انتقالية شاملة تتوافق عليه مكونات المجتمع السوري ويكفل وحدة سورية وسيادتها ويمثل جميع أطياف الشعب السوري، ويرتكز إلى عملية إعادة بناء نابعة من الداخل السوري". وفي ما يتصل بتطورات عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال إن "السلام المستدام يتطلب انخراط الأردن وضمان مصالحه العليا، ولن نقبل بأي شكل من الأشكال بحل على حساب الأردن وشعبه". وأضاف أن فرصة حقيقية تلوح اليوم لإيجاد حل سلمي عادل وشامل، والأردن يقوم بدور بناء في تقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول تكفل حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة وفق مبادرة السلام العربية، وتوفر الضمانات الأمنية الضرورية لأمن واستقرار كل دول المنطقة. وفي معرض رده على سؤال حول ما يسمى "بالوطن البديل"، أوضح الملك عبد الله الثاني أنه "إذا كان المقصود بالوطن البديل الأوهام التي يروج لها متشددون إسرائيليون يتوهمون بإمكانية إفراغ الأراضي الفلسطينية من أهلها وإقصائهم إلى الأردن، فهذه فعلا أوهام. الظرف الدولي، والموضوعي، والوطنية الأردنية، والدولة الأردنية بمؤسساتها الراسخة، والوطنية الفلسطينية، جميعها ستكون الصخرة التي ستتحطم عليها هذه الأوهام". وأشار إلى أنه شدد خلال لقاءه مؤخرا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على مركزية القضية الفلسطينية وارتباط أمن واستقرار المنطقة، وما هو أبعد منها، بحل هذه القضية بشكل عادل وشامل، فالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي يشكل النزاع الأطول عمرا في المنطقة، بما يجسده من غياب للعدالة والظلم المستمر، وسيكون حله مدخلا لمعالجة العديد من تحديات الإقليم". على صعيد آخر، وحول القمة العربية بالكويت، قال العاهل الأردني إنها "تأتي في وقت يواجه فيه العالم العربي تحديات مصيرية في ظل تغيرات إقليمية وعالمية مستمرة، أبرزها التجاذبات والتنافس بين أبرز القوى الدولية، وتحديات اقتصادية وأمنية كبيرة،" موضحا أن "انعقاد القمة يتزامن أيضا مع حاجة الدول العربية الماسة لاستعادة زخم العمل العربي المشترك كإطار لمواجهة تحدياتنا".