أسفرت الجولة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي شملت مالي والكوت ديفوار وجمهورية غينياوالغابون، عن نتائج اقتصادية واجتماعية ودينية باهرة، تعكس بجدارة التعاون جنوب - جنوب الذي تتطلع إليه شعوب القارة السمراء. كما حظيت الجولة الملكية بإشادة دولية واسعة، بفضل المقاربة الناجعة لجلالة الملك، التي ترى أن على إفريقيا أن تعول على قواها الحية ومواردها وإمكاناتها، وأن تعتمد على إمكاناتها الذاتية، وبعبارة أوضح أن تضع "إفريقيا ثقتها في إفريقيا". وأكبر دليل على الإشادة الدولية الواسعة بهذه الجولة الملكية، ما جاء على لسان المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بإفريقيا، ماجد عبد العزيز، حينما أكد أن الزيارات المنتظمة التي يقوم بها جلالة الملك إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وما يتم إطلاقه من مشاريع في مجالات حيوية خلالها، تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لهذه البلدان، وبالتالي تحقيق السلم والأمن الدوليين. ورافق جلالة الملك، في هذه الجولة الإفريقية، وفد مهم، ضم مستشاري صاحب الجلالة، الطيب الفاسي الفهري، وفؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عزيز الرباح، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ووزير الصحة، الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، ووزير السياحة، لحسن حداد، وكذا يوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي. كما ضم الوفد مسؤولين وفاعلين اقتصاديين يمثلون القطاعين العام والخاص، وعددا من الشخصيات المدنية والعسكرية. وخصص لصاحب الجلالة، في الدول الأربع التي زارها، استقبال رسمي وشعبي منقطع النظير، يعكس العلاقات التاريخية العريقة التي تجمع المملكة بهذه البلدان. وكانت باماكو، العاصمة المالية، المحطة الأولى في هذه الجولة، التي حل بها جلالة الملك يوم 18 فبراير 2014، حيث وجد في استقباله فخامة الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا. وتميزت هذه الزيارة بالمباحثات التي أجراها جلالة الملك والرئيس المالي على انفراد، وبترؤس قائدي البلدين لمراسم التوقيع على 17 اتفاقية، تغطي ميادين تشكل أعمدة أي اقتصاد صاعد، من قبيل الاقتصاد والاستثمار والمالية والفلاحة والخدمات الجوية والصناعة وتشجيع الصادرات والصحة والتعاون المعدني والنفطي والغازي والبنوك والاتصالات والسكن والتكوين المهني والكهرباء والماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى اتفاقيات للتعاون بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجلس الوطني لأرباب المقاولات بمالي. كما أدى أمير المؤمنين، وفخامة الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا، صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بباماكو. وبعد ذلك، تفضل أمير المؤمنين بإهداء الجهات المكلفة بتدبير الشؤون الدينية بجمهورية مالي، 10 آلاف من نسخ المصحف الشريف في طبعته الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف قصد توزيعها على مساجد الجمهورية. وهي العملية التي قام بها جلالته أيضا في كل من الكوت ديفوار وغينياوالغابون. وتأتي هذه المجموعة من المصاحف كدفعة أولى في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية القاضية بأن تقوم هذه المؤسسة بتزويد مساجد بلدان غرب إفريقيا بكل ما تحتاجه من مصاحف برواية ورش عن نافع التي هي من الاختيارات المشتركة بين المغرب وهذه البلدان. وفي اليوم نفسه، أشرف صاحب الجلالة، مرفوقا بالرئيس المالي، على تسليم هبة، عبارة عن نطف للتخصيب الحيواني لفائدة مربي الماشية بمالي. وتتكون هذه الهبة، التي منحتها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من 125 ألف نطفة للتلقيح الحيواني، وكذا معدات للتخصيب الاصطناعي تشمل خمسة صناديق للتخصيب الاصطناعي، وخمس حاويات لتخزين النطف مع ستة أوعية. كما ترأس جلالة الملك والرئيس المالي، حفل وضع الحجر الأساس لتشييد مصحة للرعاية ما قبل و بعد الولادة، عصرية ومندمجة، ستشيدها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، على مساحة إجمالية تبلغ 5 هكتارات (هبة من دولة مالي)، وستتطلب غلافا بقيمة 105 ملايين درهم. كما أشرف جلالته ببلدة دياغو، (حوالي 30 كلم عن باماكو) على إعطاء انطلاقة إنجاز وحدة لإنتاج الإسمنت، تنجزها مجموعة (إسمنت الاطلس-إسمنت إفريقيا) المغربية التي ستمكن عند انتهاء الأشغال بها من إنتاج 500 ألف طن من الإسمنت سنويا، على أن يرتفع الإنتاج في ما بعد إلى مليون طن سنويا. وسيتطلب هذا المشروع غلافا ماليا يبلغ 30 مليون أورو. ودشن جلالة الملك، أيضا، الشطر المالي من مشروع أسلاك الألياف البصرية، الذي يربط بين سيكاسو (على حدود الكوت ديفوار وبوركينا فاصو)، وغوغي (على الحدود الموريتانية). وعبرت المملكة المغربية وجمهورية مالي، في البيان المشترك الصادر عقب اختتام زيارة جلالة الملك إلى مالي، عن ارتياحهما للطابع النموذجي للعلاقات بين البلدين، التي تعززت بالتوقيع على 17 اتفاقية للتعاون الثنائي بمناسبة الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لباماكو. كما أعرب جلالة الملك والرئيس المالي، على ضرورة إقامة تعاون وثيق ومنتظم من أجل محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وانخراط جميع الدول والمنظمات الإقليمية الإفريقية المعنية بإشكاليات منطقة الساحل والصحراء، من أجل محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن بالمنطقة. وعبر فخامة الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا، حسب نص البيان، عن أسفه لغياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، مؤكدا لجلالة الملك التزامه بالعمل، باتفاق مشترك مع نظرائه الأفارقة، من أجل عودة المغرب إلى المنظمة الإفريقية. ويوم 23 فبراير الماضي، حل جلالة الملك بجمهورية الكوت ديفوار المحطة الثانية من الجولة الإفريقية، حيث وجد جلالته في استقباله بمطار فيليكس هوفويت بوانيي الدولي، الوزير الأول الإيفواري، دانيال كابلان دانكان. وتميزت هذه الزيارة (من 23 فبراير إلى 3 مارس) بترؤس جلالة الملك رفقة الوزير الأول لجمهورية الكوت ديفوار، حفل افتتاح المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي، حيث ألقى جلالة الملك خطابا مهما شكل، بحق، خارطة طريق للتنمية والشراكة بالقارة السمراء. وشكل هذا المنتدى، الذي حضره أزيد من 400 فاعل إيفواري و100 مقاولة مغربية، مناسبة لاستعراض الخبرة المغربية في كامل تنوعها، وكذا فرص الأعمال وإمكانيات الشراكة بين المقاولات المغربية والإيفوارية، إلى جانب المؤهلات التي تزخر بها السوق الإيفوارية، قاطرة منطقة غرب إفريقيا بكاملها. وفي اليوم نفسه، استقبل صاحب الجلالة بالإقامة الملكية بأبيدجان، السيدة الأولى للكوت ديفوار، دومينيك كلودين واتارا، حرم فخامة الرئيس الحسن واتارا، التي كانت مرفوقة بكريمتهما كما استقبل جلالته الوزير مدير ديوان رئيس جمهورية الكوت ديفوار، مارسيل آمون طانوح، الذي نقل رسالة شفوية إلى جلالة الملك من فخامة الحسن درامان وتارا. وترأس جلالة الملك، أيضا، حفل اختتام المنتدى الاقتصادي الإيفواري المغربي. وبالمناسبة، ترأس جلالة الملك، مرفوقا بالوزير الأول الإيفواري، حفل التوقيع على 26 اتفاقية شراكة واستثمار، همت القطاعين العام و الخاص. وتندرج هذه الاتفاقيات في إطار التوجهات الكبرى، التي حددها الخطاب الملكي السامي أمام المنتدى الاقتصادي المغربي- الإيفواري، سواء في ما يتعلق بتوطيد النموذج المتجدد للشراكة جنوب- جنوب، أو من حيث الدور المهم الذي يحظى به القطاع الخاص في هذه الاتفاقيات، وهو ما يعكسه العدد الكبير لهذه الاتفاقيات، وتنوع المجالات التي تشملها، مثل التعليم والتكوين، والسكن والفلاحة والصيد البحري، والاستثمار والقطاع المالي والبنكي، والتجارة والسياحة والتكنولوجيات الحديثة، والموانئ، وغيرها. وبأبيدجان، أشرف جلالة الملك، رفقة الوزير الأول الإيفواري، على إطلاق مشاريع عقارية بأبيدجان تهم بناء 7500 سكن اقتصادي بحي "لوكودجورو" (مقاطعة أتيكوبي)، و530 وحدة سكنية بمقاطعة "كوماسي". ورصد لهذين العمليتين اللتين تنجزهما المجموعة العقارية المغربية "الضحى"، استثمارات بقيمة 2,2 مليار درهم، وتهمان مساحة إجمالية قدرها 29 هكتارا. ويوم 28 فبراير الماضي، أدى أمير المؤمنين صلاة الجمعة بالمسجد الكبير "ريفييرا" بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان. وأشرف جلالة الملك بمركز لوكودجورو (جماعة أتيكوبي، شمال أبيدجان)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز قرية للصيد البحري، بكلفة قدرها 18 مليون درهم. وستساهم قرية الصيد المستقبلية، ذات الوقع الاجتماعي القوي، في إعادة هيكلة قطاع الصيد التقليدي، عبر تثمين وضمان جودة المنتوج والارتقاء بظروف عيش واشتغال الصيادين ومختلف العاملات بالقطاع. كما ترأس صاحب الجلالة، مرفوقا بدانيال كابلان دانكان، بأبيدجان، حفل إطلاق اسم جلالته على طريق سريع بالعاصمة الإيفوارية. وتميزت الزيارة، أيضا، باستقبال صاحب الجلالة بمطار فيليكس هوفويت بوانيي الدولي بأبيدجان، لفخامة الحسن واتارا، رئيس جمهورية الكوت ديفوار، خلال حفل عودة فخامته إلى أبيدجان بعد قضاء فترة نقاهة بالخارج. وخلال هذا اللقاء، الذي تم بالقاعة الشرفية للمطار، جدد جلالة الملك التعبير عن أحر متمنياته بالشفاء العاجل وموفور الصحة للرئيس واتارا حتى يواصل عمله الدؤوب خدمة للشعب الإيفواري. وعبر الرئيس الايفواري الحسن درامان وتارا، في تصريح للصحافة بالمناسبة، عن عميق شكره لجلالة الملك على العناية الموصولة التي ما فتئ يخص بها جمهورية الكوت ديفوار، ولكافة الجهود التي يبذلها جلالته من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الشقيقين. وشكلت العاصمة الغينية كوناكري، المحطة الثالثة من الجولة الملكية، وقد حل بها صاحب الجلالة يوم 3 مارس، حيث وجد في استقباله فخامة الرئيس ألفا كوندي. وبالمناسبة، أجرى جلالة الملك مباحثات على انفراد مع الرئيس الغيني، قبل أن يترأس قائدا البلدين مراسم التوقيع على 21 اتفاقية للتعاون بين البلدين غطت شتى الميادين، بما فيها تفادي الازدواج الضريبي والوقاية من التملص الضريبي في مجال الضرائب على الدخل، والفلاحة والصيد البحري، والملاحة التجارية والنقل البحري، والصناعة والتجارة، والسياحة والصناعة التقليدية، والسكن، والبنوك، والتكوين المهني والتعليم العالي، والمعادن، والكهرباء والماء الصالح للشرب، إضافة إلى اتفاقيات شراكة بين مؤسسات مغربية وغينية. وعقب ذلك، أعلن الرئيس الغيني فخامة ألفا كوندي، أن قصر الأمم بالعاصمة كوناكري أصبح يحمل اسم جلالة المغفور له محمد الخامس، اعترافا بالدور الكبير الذي اضطلع به جلالة المغفور له من أجل تحرير ووحدة إفريقيا. وقام أمير المؤمنين، مرفوقا بالرئيس الغيني، بزيارة لمسجد الملك فيصل بكوناكري. وبهذه المناسبة، اطلع جلالة الملك على مشروع إصلاح وترميم مسجد الملك فيصل، الذي ستشرع في إنجازه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بطلب من الجهات الغينية، وتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الذي ما فتئ يولي اهتماما بالغا لبيوت اللهن لما تضطلع به من دور كبير في تأطير المؤمنين وتوفير الفضاء الملائم لهم لأداء شعائرهم الدينية في أحسن الظروف. إثر ذلك، أعطى جلالة الملك، بجماعة ماطام بكوناكري، انطلاقة عدة مشاريع عقارية، تهم بناء ثلاث مركبات سكنية من 3000 مسكن. وتطلبت هذه المركبات السكنية، التي تتكون من إقامات من مستويات مختلفة، استثمارات إجمالية بقيمة 2 مليار درهم. وستتولى إنجازها المجموعة المغربية الضحى. وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك، مرفوقا بالرئيس الغيني، بزيارة الشباك الوحيد، الذي يتضمن مصالح البيع والتوثيق والتحفيظ العقاري والربط بشبكة الماء والكهرباء، كما زار جلالته شقتين نموذجيتين من فئة "السكن الاقتصادي". وعقب ذلك، قام جلالة الملك مرفوقا بالرئيس الغيني، بزيارة للمستشفى العسكري الميداني الطبي-الجراحي المغربي، الذي أقامه المغرب بكوناكري في إطار علاقات الصداقة والأخوة والتضامن العريقة التي تربط بين الشعبين، الغيني والمغربي. واطلع جلالة الملك على التجهيزات العصرية التي يتوفر عليها المستشفى، والخدمات ذات الجودة العالية التي يقدمها للمواطنين الغينيين. كما قام صاحب الجلالة، بجولة عبر مختلف مصالح ومرافق المستشفى، الذي يعرف منذ افتتاحه إقبالا كبيرا من طرف مختلف شرائح المجتمع الغيني، قبل أن تؤخذ لجلالته صورة تذكارية مع الفريق العامل في هذا المستشفى الميداني. إثر ذلك، أشرف جلالة الملك، مرفوقا بالرئيس الغيني، بكوناكري، على تسليم هبة إلى غينيا، عبارة عن أسمدة ومكملات غذائية حيوانية. وتتكون هذه الهبة من 2150 طنا من الأسمدة، ملائمة للتربة والزراعات بغينيا، ومواد غذائية خاصة بالدواجن والماشية. وتهدف هذه الهبة إلى مواكبة غينيا في تثمين ثرواتها الفلاحية، وتمكين المزارع الغيني من تحسين ظروفه المعيشية. وفي المساء، أقام الرئيس الغيني فخامة ألفا كوندي، بقصر محمد الخامس في كوناكري، مأدبة عشاء رسمية على شرف جلالة الملك. كما ترأس جلالة الملك والرئيس الغيني بقصر محمد الخامس بكوناكري، حفل التوقيع على اتفاقية تعاون بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب وهيئة أرباب العمل في غينيا. ودشن جلالة الملك، مرفوقا بالرئيس الغيني "مطاحن إفريقيا" بجماعة ماتوتو التي تبعد بحوالي 20 كلم عن كوناكري. وتم إنجاز هذه المنشأة، وهي ثمرة شراكة بين مطاحن لهلال (المغرب) وشركة صونوكو سا (غينيا)، باستثمار فاق 30 مليون أورو. وتوجت الزيارة الرسمية لغينيا ببيان مشترك، أكدت فيه جمهورية غينيا دعمها الثابت للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، واصفة إياها ب"مجهود جدي وذي مصداقية" للتوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع. كما نوه رئيس جمهورية غينيا ب"الإصلاحات الهيكلية المهمة"، التي شهدتها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مختلف المجالات، والتي تضع المغرب، بشكل لا رجعة فيه، على سكة الرخاء والسلم الاجتماعي، مشيدا بسياسة الهجرة الجديدة التي اعتمدها المغرب. كما عبر قائدا البلدين، عن ارتياحهما لعلاقات الصداقة والتعاون التي جمعت على الدوام بين البلدين، وجددا التأكيد على إرادتهما في تعزيزها وتعميقها وتوسيعها في مختلف المجالات. ووجها "نداء من أجل إطلاق سريع لعملية حفظ السلام للأمم المتحدة بهدف مواكبة عملية الانتقال لإرساء السلم والأمن في هذا البلد الشقيق". ويوم 05 مارس، حل جلالة الملك بجمهورية الغابون، المحطة الرابعة والأخيرة من الجولة الإفريقية، حيث وجد جلالته في استقباله بمطار ليون أمبا الدولي بليبرفيل، فخامة الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا. وتميزت زيارة العمل والأخوة التي قام بها جلالة الملك للغابون بالمباحثات التي أجراها جلالته، على انفراد، مع الرئيس الغابوني، وبترؤس جلالته رفقة الرئيس الغابوني، بالقصر الرئاسي بليبروفيل، حفل التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الغابون في مجال الأسمدة، والتي تروم التعزيز المستدام للأمن الغذائي بالقارة، فضلا عن كونها تعكس الإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين وتندرج في إطار التعاون جنوب - جنوب، المتضامن والفعال. وتواصلت أنشطة جلالة الملك بقيام جلالته رفقة فخامة علي بانغو أونديمبا، بزيارة معهد علاج السرطان، الذي يوجد داخل مبنى المركز الاستشفائي الجامعي (أوغوندجي) الواقع شمال العاصمة ليبروفيل. وبالمناسبة، زار جلالة الملك مصلحة طب الأطفال والنساء والتوليد بالمركز الاستشفائي الجامعي "أوغوندجي". وتميزت زيارة جلالة الملك للغابون بأداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رفقة الرئيس الغابوني فخامة علي بانغو أونديمبا، صلاة الجمعة (7 مارس 2014)، بمسجد الحسن الثاني بليبروفيل، الذي قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تنفيذا للأمر المولوي السامي لأمير المؤمنين، بتهيئته وتجهيزه بغلاف مالي بلغ ثمانية ملايين درهم. وفي اليوم نفسه، قام صاحب الجلالة رفقة الرئيس الغابوني فخامة علي بانغو أونديمبا ببلدية أواندو(ضاحية ليبروفيل)، بزيارة تفقدية لورش بناء وحدة لإنتاج الإسمنت، رصدت لها اعتمادات بقيمة 30 مليون أورو. وقدمت لجلالة الملك، بالمناسبة، شروحات حول هذه الوحدة الصناعية الجديدة، التي توجد في طور الإنجاز، والتي ينتظر أن تحدث، خلال أشغالها، ألف منصب شغل غير مباشر، و200 منصب شغل مباشر بعد بدء استغلالها. وسيتم إنجاز هذه الوحدة في ظرف 18 شهرا. بعد ذلك، ترأس جلالة الملك وفخامة الرئيس الغابوني حفل التوقيع على 24 اتفاقية، من بينها اتفاقيات حكومية، وأخرى تهم الفاعلين الاقتصاديين في القطاع الخاص بالبلدين. وتأتي هذه الاتفاقيات، التي تشمل قطاعات مختلفة، مثل الفلاحة والصحة والسكن والتكوين المهني والقطاع المالي والبنكي والتكنولوجيات الحديثة والنقل والسياحة وغيرها، لتعزز الإطار القانوني للتعاون بين البلدين. من جهة أخرى، استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمقر إقامة جلالته بليبروفيل، الوزير الأول، رئيس الحكومة الغابونية، دانييل أونا أوندو. أما البيان المشترك، الذي توج الزيارة الملكية للغابون، فقد جددت فيه الجمهورية الغابونية دعمها "القوي والدائم" لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية. وأكد البيان "حرص فخامة الرئيس علي بونغو أنديمبا على تجديد دعم الجمهورية الغابونية ، القوي والدائم ، لمغربية الصحراء وللوحدة الترابية للمملكة المغربية"، مضيفا أن الرئيس الغابوني أكد، أيضا، أن التسوية السلمية والدائمة لهذا النزاع الإقليمي لا يمكن أن تتم إلا على أساس المبادرة المغربية الرامية إلى منح جهة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة والوحدة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية. وعبر المغرب والغابون عن تشبثهما الراسخ بالسلم والأمن والاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، ودعوا السلطات الجديدة في هذا البلد إلى إرساء حوار سياسي بين جميع القوى الحية، بلا استثناء. ورحب جلالة الملك والرئيس الغابوني بالتقدم الذي أحرزته بعض البلدان الإفريقية في تعزيز دولة الحق والقيم الديمقراطية، غير أنهما أعربا عن انشغالهما الشديد إزاء بعض البؤر التي تشهد انعدام الاستقرار والتي تهدد السلام والأمن بالقارة. وبالمناسبة، أشاد الغابون بالدور الذي قام به المغرب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح الاستقرار وتعزيز السلم والأمن في العالم وبالخصوص في إفريقيا. وجدد قائدا البلدين تأكيد عزمهما المشترك على تعزيز الأمن في إفريقيا، من خلال إقامة تعاون وثيق سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي، من أجل مكافحة فعالة للإرهاب والقرصنة البحرية والجريمة العابرة للحدود، التي تشكل مخاطر تهدد السلام والاستقرار في العالم. من جانبه، أشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بمسعى الرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا للحوار الدائم مع مختلف الفاعلين السياسيين والسوسيو-مهنيين في الغابون، الذي مكن من تعزيز السلم والاستقرار السياسي مع الحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي للغابون. وأشادت جمهورية الغابون باعتماد المغرب سياسة جديدة في مجال الهجرة تروم تشجيع اندماج الأجانب، لاسيما منهم المنتمون للبلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، في المجتمع المغربي، كما عبرت عن دعمها لإطلاق التحالف الإفريقي حول الهجرة والتنمية، الذي يرمي إلى إعادة وضع النقاش حول مسألة الهجرات في سياقه الطبيعي للاستقبال والضيافة والكرم.