شارك المغرب بشكل مميز في معرض البحرين الدولي العاشر للحدائق، الذي نظم ما بين 26 فبراير الماضي وفاتح مارس الحالي بالمنامة، تحت رعاية العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. شارك في المعرض وفد من (مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة) والمديرية العامة للجماعات المحلية عن الحدائق العجيبة لبولقنادل بسلا كنموذج ناجح للعمل الذي تقوم به المؤسسة وشركاؤها في إعادة تأهيل المناطق الخضراء بالمدن العتيقة منذ أن أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2001 وعهد برئاستها إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. كما عرض جناح بالمعرض منتوجات (ضيعة نفيس)، التي تعد إحدى أهم مزارع الأشجار المثمرة وتضم وحدة إنتاجية رائدة لزيت الزيتون في المغرب، وهو الجناح الذي نال إعجاب مسؤولين بحرينيين ولقي إقبالا كبيرا من طرف الفاعلين والزوار على حد سواء. وتعتبر مشاركة المغرب في هذه التظاهرة الدولية الكبرى، المنظمة تحت شعار: "التكنولوجيا الزراعية، نافذة نحو مستقبل القطاع الزراعي"، فرصة سانحة من أجل تبادل الخبرات والاطلاع على التطورات التكنولوجية في ميدان البيئة وتدبير المجالات الخضراء على الخصوص. وأجرى كل من كمال بوصحابة المسؤول عن برنامج تأهيل الحدائق التاريخية في (مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة)، ومحمد عاتق المسؤول عن البرامج البيئية بالمديرية العامة للجماعات المحلية، محادثات مع الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة المنسقة العامة للمعرض والمديرة العامة لمكتب سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البحرين رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، التي أشادت بمشاركة المغرب في هذه التظاهرة الدولية الهامة. وأطلع الوفد المغربي الشيخة مرام على الإنجازات الكبيرة التي حققتها (مؤسسة محمد السادس للبيئة)، تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، واهتمامها الخاص بقضايا التربية والتوعية والتحسيس،باعتبارها آليات محورية، في إطار مختلف الاستراتيجيات المتعلقة بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وأكدت المسؤولة البحرينية الإرادة القوية لبلادها في تعزيز التعاون مع المغرب من خلال تبادل الخبرات والتجارب، بما يدعم الجهود المبذولة في القطرين الشقيقين من أجل حماية البيئة وتنمية القطاع الزراعي. كما عقد الوفد المغربي لقاء مع الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، عادل خليفة الزياني، أطلعه خلاله على أهداف (مؤسسة محمد السادس للبيئة) الرامية إلى توحيد الأنشطة المواطنة من أجل حماية البيئة، وعلى أهم إنجازاتها في مجالات التحسيس والتوعية بالتربية البيئية، وإعادة تأهيل الحدائق التاريخية التي تعتبر بمثابة رئة خضراء لقاطني المدن، وإعادة تشكيل السياحة المسؤولة (المفتاح الاخضر)، وحماية وتنمية واحات النخيل، وحماية الشريط الساحلي وخاصة المناطق الرطبة. وخلال اللقاء الذي حضره سفير صاحب الجلالة بالمنامة، أحمد رشيد خطابي، ثمن المسؤول البحريني برامج عمل المؤسسة، المرتكزة على أسس التربية البيئية والشراكة الفعلية مع مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع المدني والقطاع الخاص، علاوة على التعاون المثمر مع المنظمات الدولية والإقليمية المختصة. واتفق الطرفان على الاستمرار في التواصل من أجل بلورة وتجسيد سبل إقرار شراكة فعالة بين المؤسسة والمجلس في مختلف المجالات التي تدخل ضمن نطاق اختصاصاتهما. ولدى جولتها في أروقة المعرض، توقفت سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عند جناح المغرب، حيث كان في استقبالها سفير المغرب وحرمه، والمديرة العامة لمؤسسة (أكرو نفيس) السيدة آمال الشامي. وثمنت قرينة عاهل البحرين مشاركة المغرب في المعرض، معربة عن إعجابها بمنتوجات الأشجار المثمرة المغربية، ممثلة من خلال (ضيعة نفيس) التي تمتد على مساحة تناهز 300 هكتار بجهة مكناس، وتضم وحدة لإنتاج زيت زيتون بكر وذات جودة عالية بمعدل يناهز 200 طن سنويا. كما زار وكيل الزراعة والثروة البحرية الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة، الجناح المغربي، حيث نوه بالجودة العالية والمواصفات القياسية التي تتميز بها المنتجات المغربية، معربا عن تطلع بلاده إلى تعزيز علاقات التعاون مع المغرب في القطاع الزراعي وإنشاء مشروعات استثمارية مشتركة في المجالات الفلاحية. وأكد المسؤول البحريني أن المشاركة المغربية في المعرض تعتبر إضافة نوعية تساهم في طرح منتجات عالية الجودة تزيد من المساحة التنافسية بين المشاركين في التظاهرة، وتوسع دائرة التنوع والاختيار لدى المستهلك. وتعد مشاركة المؤسسة الإنتاجية المغربية في معرض البحرين الدولي للحدائق، مناسبة مواتية لاستكشاف السوق البحرينية والخليجية عموما، في أفق توسيع شبكة صادراتها التي تشمل حاليا السوقين الأمريكية واليابانية. وشارك في المعرض، المنظم من طرف المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي على مساحة تبلغ 5ر7 آلاف متر مربع بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، أكثر من 130 عارضا مثلوا عشرين شركة خارجية في جناح منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بالإضافة إلى أزيد من ثلاثين شركة إقليمية ودولية.