أجمع المشاركون في المائدة المستديرة، المنعقدة، يوم الخميس الماضي بالمحمدية، حول موضوع "التكنولوجيات الجديدة في خدمة التربية"، أن اعتماد الآليات الرقمية في التعليم، أضحى يمثل ضرورة لامحبد عنها، بالنظر إلى التحولات المتسارعة والعميقة التي فرضها ظهور مهن جديدة من قبيل اقتصاد المعرفة والتواصل وتسريع الابتكار في كل القطاعات، إضافة إلى ما يمليه التطور الذي تعرفه العديد من البلدان في مجال الأقسام الرقمية والمنهجيات الجديدة التي أعطت نتائج واضحة. وفي مستهل هذا الملتقى الذي حضره نخبة من الدكاترة الجامعيين وخبراء في مجال التكنولوجيات الجديدة، أفاد كريم معزوزي، الرئيس المدير العام لمجموعة "دي بي إم المغرب" المصنعة لعلامة "أكسنت" للحواسيب والألواح الرقمية والتلفزات التفاعلية المخصصة للتدريس، أن هذه المقاولة أنشأت قبل 9 سنوات تقريبا قسم "أكسنت للتربية" أنيطت به مهمة تطوير الأجهزة الرقمية لفائدة التكوين، مضيفا أن حافزها يكمن في محاولة دمقرطة الولوج إلى هذه الوسائل التي تشكل قنطرة حقيقية نحو عوالم جديدة من المعرفة والتحصيل، وأداة قادرة على خلق ظروف تتماشى والتحولات التي يعيش على إيقاعها الجيل الرقمي، أو الأطفال والشباب المغاربة الذين يستعملون أكثر فأكثر الأجهزة الرقمية في حياتهم اليومية. ولم يغفل كريم معزوز التطرق إلى فحوى الاتفاقية التي وقعت من قبل الصين من قبل 157 دولة تحت إشراف اليونسكو والأمم المتحدة الداعية إلى الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة للتعليم. وركز الحراق مدير مركز تكوين المكونين تخصص التكنولوجيات الجديدة بمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، على أهمية استيعاب تحول أسس التعليم، واعتماد الديجيتال في اكتساب المهارات لإنجاح التحول، في حين تحدث سعيد المودن، مدير سابق ل إنتل المغرب أن عددا من مناصب الشغل الجديدة أو ما يصطلح عليه ب "الكفاءات الجديدة"، تتطلب كفاءات جديدة تنهض على رافعة أساسية ووحيدة وهي التكنولوجيات الجديدة. سلام الكتاني، من مديرية البحوث والدراسات والتواصل التابعة للمؤسسة المغربية للتعليم الأولي، أوضحت أن حضور هذه المؤسسة إلى جانب ممثلي مؤسسات تعليمية عالية وإعدادية وثانوية، يأتي من منطلق اعتبار تكاملية المسار الدراسي، وأضافت أن المؤسسة التي تربطها شراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية ووزارة التربية الوطنية، أن هذه المؤسسة ستخلق قسمين نموذجين بالمحمدية والرباط في أفق تعميمها، مبرزة أن الأجهزة التي تقترحها "أكسنت" خاصة "سمارت 75" و"سمارت 65" تعتبر مهمة، وترى أن اعتمادها سيكون له أثر إيجابي ويدعو إلى التفاؤل. مصطفى مدان، أستاذ في التعليم الخاص ومتدخلون آخرون من المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير، اختبروا الجهاز الجديد "سمارت 75" من خلال التطبيقات التي يوفرها والآفاق التي يقدمها بيداغوجيا في مجال العلوم والرياضيات واللغات وفروع تربوية أخرى. تصوير: عيسى سوري