نظمت المؤسسة الوطنية للمتاحف، أمس الاثنين، حفلا تكريميا لروح الراحلة عالمة الآثار جوديا حصار بنسليمان، من خلال وضع لوحة تذكارية تحمل اسمها في رحاب متحف التاريخ والحضارات بالرباط، بحضور العديد من شخصيات الحقل الثقافي الوطني. وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن هذا الحفل يعد اعترافا بالجهود الكبيرة التي بذلتها هذه الشخصية الرائدة في مجالها من أجل تعزيز الثقافة والتراث المغربي، سواء على مستوى تكوين الأجيال الشابة، أو على مستوى مشاركاتها في اللقاءات الوطنية والدولية. وأضاف الوزير أن المغرب بلد معروف بتاريخه وحضارته الغنية، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال يعد فرصة لتسليط الضوء على مساهمة الفقيدة في الحفاظ على الذاكرة العريقة للبلاد. ومن جانبها، أعربت ابنة المتوفية، أسماء بنسليمان، باسمها وباسم عائلتها، عن مشاعر امتنانها العميق، والمودة والشكر لهذا التكريم لشخص الراحلة جوديا حصار بنسليمان، مشيرة إلى أن هذا التكريم هو بمثابة تكريم من قبل الأوساط العلمية للمجهودات التي قدمتها الراحلة للأمة. وأضافت بنسليمان أن الساحة الثقافية المغربية شهدت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن المغرب يضم اليوم عددا كبيرا من علماء الآثار وعلماء المتاحف الذين يلعبون دورا مهما في تعزيز الثروة الثقافية والحضارية المغربية. وأشار المدير السابق للتراث الوطني والكاتب العام السابق في وزارة الشؤون الثقافية، عبد العزيز توري، الذي كان يعرف الراحلة عن قرب، إلى أن بداياته في علم الآثار كانت في المتحف الوطني للعلوم الأثرية بالرباط إلى جانب جوديا حصار بنسليمان، التي كانت تشغل آنذاك منصب محافظة المتحف منذ 1973 ومديرة قسم علم الآثار، مبرزا أنهما خاضا معا معارك عديدة من أجل تقدم هذا العلم الذي كان في بداياته في المغرب. وقال إن حلم جوديا حصار بنسليمان كان تمكين المغرب من تدريب وتوفير أطر خاصة به من أجل حماية ودراسة وبحث وتعريف ونشر علم الآثار والتراث المغربي، مضيفا أن مساهمة الفقيدة متميزة في ما يخص الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه. وتميز هذا الحفل على الخصوص بحضور الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، بالإضافة إلى أفراد عائلة الفقيدة وزملائها. وتعد جوديا حصار بنسليمان رائدة في هذا المجال، ومؤلفة العديد من الكتب والمقالات والدراسات التي تتناول في الوقت ذاته التاريخ والهندسة المعمارية وعلم الآثار الإسلامية، منها على وجه الخصوص "علم الآثار الإسلامي ومساهمته في التاريخ " و"تنمل: بحث أثري جديد" و"سكن في المدن: تراث غني" وأيضا "العلاقة بين فنون المرينيين وفنون الناصريين". وإلى جانب مساهماتها الأكاديمية، كانت الراحلة باحثة ميدانية، فقد قادت العديد من حملات البحث الأثرية في أنحاء مختلفة من المملكة. وشغلت الراحلة منصب محافظة متحف الآثار بالرباط من 1973 إلى 1986، بالإضافة إلى أنها تعد المديرة المؤسسة للمعهد الوطني لعلوم الآثار بالرباط، من عام 1986 إلى عام 2005.