بعد 90 جلسة، شهدت محاكمة معتقلي احداث الحسيمة او ما يعرف بملف "الزفزافي ومن معه" أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدارالبيضاء، تحولا مثيرا، خلال جلسة الاثنين الثلاثاء، تمثل في فصل ملف الصحافي حميد المهداوي عن ملف معتقلي الحسيمة. فخلال الجلسة التي عقدتها المحكمة عصر امس الاثنين، واستمرت إلى الساعات الاولى من صباح اليوم الثلاثاء، قررت فصل ملف المهداوي المتابع إلى جانب 53 معتقلا حيث فاجأت محامو الدفاع عنه الذين قضوا ازيد من سبع ساعات في المرافعات دفاعا عنه. كما قررت المحكمة برئاسة المستشار علي طرشي، وبعد استماعها لمرافعات ازيد من ثمانية محامين عن الصحافي المهداوي، تأخير ملفه إلى جلسة الخميس عصرا، من أجل استكمال المناقشة، بالاستماع إلى باقي المرافعات، وحجز الملف للمداولة من أجل النطق بالحكم. وحج إلى جلسة أمس الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء، عدد من الحقوقيين والفاعلين في المجتمع المدني فضلا عن بشرى زوجة المهداوي وابنيه، لقاعة الجلسات رقم 7، لمتابعته آخر فصول محاكمته قبل الحكم عليه، الذي تمنى الجميع أن يكون نطقا ببراءته. كما قررت المحكمة تعيين ملف باقي معتقلي الحسيمة الذين واصلوا مقاطعتهم لجلسات محاكمتهم، في جلسة اليوم الثلاثاء، من أجل اعطاء الكلمة الاخيرة للمتهمين تمهيدا لادراجه بالمداولة في نفس الجلسة. واستمعت المحكمة في الجلسة المطولة لمرافعات دفاع الصحافي المهداوي الذي لم يقرر الانسحاب من جلسات المحاكمة، وهم محامون من هيئات مختلفة ابرزهم النقيبان محمد زيان وعبد الرحيم الجامعي والمحامون محمد الهيني ومحمد اغناج والحبيب حجي. وأجمعت مرافعات الدفاع على التماس الحكم ببراءته من جنحة "عدم التبليغ عن جناية المس بالسلامة الداخلية للدولة"، المحددة مقتضياتها في الفصل 209 من القانون الجنائي، إذ قال المحامي عبد العزيز النويضي إن عنصر الجريمة لا يتوفر في نازلة المهداوي لعدم وجود العلم اليقيني لديه بكون ما بلغ به حقيقة ام وهم، فضلا عن عدم وجود سوء النية في عدم التبليغ. اما المحامي محمد الهيني، فاستحضر في مرافعته المثل الشعبي القائل "لي عضو الحنش تيخاف من لحبل" معتبرا ان المهداوي كان أدين بسبب تهمة "التبلغ عن جريمة وهمية"، خاصة ان المدعو البوعزاتي، الذي عرفته النيابة العامة بكونه أحد "انفصاليي الخارج"، قال للمهداوي في المكالمة التي جمعته به ويتابعها بسببها أمام الجنايات إن "لديه مشكلة عقلية إذ يقول الكلام ونقيضه في نفس الوقت". والتمس الهيني الحكم ببراءة المهداوي لان استمرار اعتقاله "سيؤدي لتشريد اسرته وبالتالي ارتكاب جريمة"، واصفا مكالمة البوعزاتي ب"الحماقة" قائلا "كيف لشخص ان يقوم بشراء دبابات من روسيا دون مراقبة دولية ويخبر أحدا عبر الهاتف أنه سيعمل على ادخالها للمغرب عبر مدينة سبتة... هل تصلح هذه الحماقة للتبيغ عنها؟". مذكرا بالتناقض الكبير في كلام البوعزاتي الذي ينم عن كونه شخص "مختل او به مرض عقلي" والمدون في محاضر تفريغ المكالمة لدى الضابطة القضائية و التي يخبر فيها المهداوي ب"شراءه للذبابات وادخالها للمغرب عبر سبتة باتجاه الحسيمة وجعلها حمام دم".