ماذا يعني الإنشاد الديني والسماع الصوفي لمحمد عز الدين؟ الحديث عن الإنشاد الديني لا يكتمل إلا بذكر الإنشاد الصوفي الذي استعمله الصوفيون للدلالة على الإنشاد الديني، والذي يكون ضمن مجالسهم العلمية أو التعبدية، ويتضمن الدعاء وترديد الأذكار واسم الله، قوالب فن الإنشاد الديني تطورت وأصبح له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجد الدين الإسلامي، وتدعو لوحدة المسلمين، وتمدح رسول الله.
هل يمكن القول إن فن الإنشاد الديني موهبة فطرية أم علم يكتسب بالممارسة؟
الاثنان معا، لكن الموهبة تكون في المراحل الأولى، أما الممارسة فتلعب دورا أكبر في تعلم هذا الفن، ولها جمهور، وأنا ضد من يقول إن جمهور الطرب أكثر من جمهور الإنشاد، وبالعكس أنا مع مقولة إن لكل لون جمهورا. رحلة الإنشاد متجددة عبر الزمان والعصور وتفاجأنا دائما بكل ما هو جديد في عالمها الذي يصوب هدفه نحو الأرواح للسمو بها في أعلى درجات الصفاء الروحي.
هل يمكن للإنشاد الديني والسماع الصوفي أن يلعب دورا في تصحيح صورة الإسلام؟
بالطبع، فهو غذاء للروح يدافع عن الحق، ومن الممكن أن يجذب فن الإنشاد الديني البعض من غير المسلمين للسؤال عن الإسلام حتى يعتنقه.
كيف دخلت ميدان الإنشاد الديني والسماع الصوفي؟
بدأت دخول مجال الإنشاد الديني والسماع الصوفي والمديح الذي هو الأصل منذ الطفولة خلال المرحلة الابتدائية حيث كنت من حين لآخر أقوم بزيارة ضريح الولي الصالح سيدي بلعباس السبتي أحد رجالات مراكش السبعة، خصوصا صباح كل يوم جمعة، للاستمتاع بتلاوة دلائل الخيرات ومجموعة من المدائح النبوية بأصوات ملهمة وأرواح مؤمنه تؤدي أشدى ترانيمها في فضاءات خاشعة بتفاعلات متناغمة، يعكس حضورها حاجة دينية وروحانية، وذلك بإشراف الشيخ الراحل مولاي عبد الله الوزاني، ومع مرور الأيام كان تأثير الإنشاد الديني والسماع الصوفي في نفسى كبير، ما جعلني أفكر في تأسيس جمعية تعنى بالأمداح النبوية والسماع الصوفي والإنشاد تحت اسم "الجمعية العباسية للأمداح النبوية والسماع الصوفي".
ماهي رسالتك التي تود توجيهها للمنشدين الجدد؟
لا تقفوا عند التقليد، ويجب على كل منشد أن ينمي موهبته حتى لا تموت، وأن يكون موهوبا أولا وإحساسه مرهفا، وأن يكون حافظا لبضع الآيات والسور من القرآن الكريم، ولابد أن يعلموا أن غايتهم هو الله، فالحالة الروحية للمنشد هي من عند الله وهي أساس نجاحه، فالإنشاد الديني يخاطب الروح قبل أي شيء.