أطلق أناس الدكالي، وزير الصحة، أمس الثلاثاء في الصخيرات، أشغال مجموعات العمل للتشاور حول "مخطط الصحة 2025"، بهدف تبادل الأفكار والرؤى والخبرات بين مختلف المتخصصين والخبراء الممارسين في القطاع، حول محاور موضوعاتية تهم عددا من مجالات الصحة في المغرب. وفي هذا الإطار، تحدث أناس الدكالي، خلال افتتاحه لعمل المجموعات التشاورية، عن اعتماد المقاربة التشاركية لأجل وضع مخطط خاص بالصحة، ينبع من رغبة وإرادة في الاستفادة من مختلف الخبرات المغربية في القطاع، وإشراكهم للمساهمة في تطوير قطاع الصحة بالمغرب، باعتباره ورشا اجتماعيا، يتطلب رؤية طويلة الأمد، غير مرتبطة بعمر مسؤولية الوزير على رأس قطاع الصحة. ويرتقب أن يجري عرض نتائج خبراء المجموعات التشاورية، نهاية شهر يونيو بداية شهر يوليوز المقبلين، مع الحرص على مناقشة الخلاصات والخروج بتوصيات وإغناء المخطط الوطني للصحة، يضيف الدكالي. واستعرض الدكالي العديد من منجزات قطاع الصحة، منها القضاء على عدد من الأمراض، مثل الرمد الحبيبي، وخفض وفيات الأمهات والمواليد الجدد وتعزيز الوقاية من السل والسيدا، وتيسير الولوج إلى التغطية الصحية بالنسبة إلى المستقلين والأسر الفقيرة، مع اعتماد سياسة لخفض الأسعار الأدوية والتشجيع على صناعة الدواء الجنيس. كما قدم رصدا لمختلف نقط ضعف المنظومة الصحية بالمغرب، منها ضعف الموارد البشرية وضعف الميزانية العامة المخصصة للقطاع، وعدم رضى المواطنين على مستوى الخدمات المقدمة، ما يتطلب تحسين علاقة المواطن بالإدارة الصحية وبالممارسين فيها، وتلبية انتظارات المرضى. كما أبرز الدكالي عناية مخطط 2025 لمحاربة الفوارق التي يشهدها القطاع الصحي في المجال القروي والمناطق النائية، تماشيا مع التوجيهات الملكية الرامية إلى إزالة الفوارق الاجتماعية والجغرافية في مجال الصحة والتعليم، وتقريب الإدارة من المواطنين. ويرتكز مخطط 2025، على مبادئ وقيم الاستمرارية والقرب والمسؤولية والمحاسبة والتكافل والتضامن والمساواة في الولوج والأداء والنجاعة والجودة في الخدمات. كما يتضمن برامج صحية جديدة، منها الخاص بالتهابات الكبد "س"، وآخر خاص بالمساعدة الطبية على الإنجاب والأمراض اليتيمة، مع الاهتمام ببرامج حول التشجيع على نمط الحياة السليم والتغذية، وإيلاء الأهمية للإسعاف الطبي والخدمات الصحية المتنقلة وممارسة الطب عن بعد، إلى جانب تعزيز التواصل الرقمي لنشر المعلومة الصحية، من خلال تلفزة رقمية خاصة بوزارة الصحة. وشدد وزير الصحة على تنظيم وتطوير عرض الخدمات والعلاجات بهدف تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية، من خلال تنظيم العرض الصحي الوطني وتطوير الشبكة العمومية وتعزيز شبكة مؤسسات الرعاية الصحية الأولية وتطوير الصحة المتنقلة بالعالم القروي وتطوير صحة القرب وطب الأسرة. وينضاف إلى ذلك، تشديده على تقوية البرامج الصحية الوطنية وبرامج محاربة الأمراض وتعزيز برامج صحة الأم والطفل كأولوية وطنية وتعزيز صحة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقوية محاربة الأمراض السارية، وتحيين المخطط الوطني للصحة النفسية والعقلية وتعزيز اليقظة الصحية والأمن الصحي والتموين الدوائي. من جهة أخرى، يرتكز المخطط الصحي على تطوير حكامة القطاع وترشيد استخدام الموارد واستعمالها، وتحسين ظروف العمل وتعزيز التأطير التشريعي والتنظيمي لقطاع الصحة، ووضع ومراجعة الخريطة الصحية، وتقوية لامركزية الصحة وتقوية التشارك بين القطاع العام والخاص، وتطوير الشبكة الاستشفائية، وتطوير الصحة المتنقلة في العالم القروي.