تشهد مدينة شفشاون، كباقي المناطق المغربية سيما الجبلية، موجة برد غير مسبوقة، الشيء الذي أثر سلبا على سكانها، بسبب ضعف البنية التحتية، ما يتسبب في غياب التلاميذ عن فصولهم لبعد المدارس، وانقطاع الطرقات بسبب الثلوج والأمطار، الأمر نفسه بالنسبة لبعض الأسر التي تعاني من برودة الطقس، نتيجة النقص الذي تشهده بالنسبة للأغطية، والأطعمة، وكذا قلة حطب التدفئة الذي تواجه به البرد القارس. في هذا الصدد قالت سعدية ابن عياد، فاعلة جمعوية بالمدينة الزرقاء، ل"الصحراء المغربية"، إن موجة البرد التي تعرفها مدينة شفشاون هذه السنة قاسية جدا، بحكم موقع المدينة الجبلي التي توجد على ارتفاع حوالي 700م (667) على سطح الأرض، مما يجعل فصل الشتاء باردا جدا، حيث يبدأ منذ أواخر أكتوبر ويستمر إلى أوائل فصل الربيع أي شهر مارس، إلا انه في السنوات الأخيرة وبحكم جفاف المناخ تراجعت كمية التساقطات المطرية والثلجية في أعالي الجبال، لكن هذه السنة استعادت المدينة الزرقاء أمطارها التي غابت عنها السنوات الفارطة، والتي اعتاد على مشاهدتها والتمتع بمنظرها سكان شفشاون". وأضافت ابن عياد أنه بالرغم من موجة البرد القارس التي تعيشها مدينة علي ابن راشد، إلا أن لها طعما خاصا سيما على مستوى المواجهة بالوسائل الممكنة حسب مستويات مختلفة للسكان، رغم أن الغالبية العظمى من سكان البوادي يواجهون صعوبات لتوفير الدفء داخل البيوت لأطفالهم لقلة حطب التدفئة". وأبرزت سعيدة أنهم في شفشاون يوفرون الدفء، من خلال الأغطية الصوفية الطبيعية، والأكلات الشتوية ك(القطاني) خصوصا البيصارة أو الفاصوليا (اللوبيا) الحمراء او البيضاء، مشددة أنهم عندما كانوا أطفالا، لم تكن أدوات التدفئة الكهربائية موجودة، فكانت الأمهات تواجه برودة الطقس، بتهييء أطباق غنية ك"اعصيدة" القمح مع الصامد المعمول من العنب الأسود الذي يتم طحنه من قبل المختصين ليصبح مثل العسل، حيث يساعد الجسم على تحمل البرودة المفرطة". وأشارت سعيدة إلى أنه لمواجهة قساوة البرد، يلجأ معظم سكان البوادي لقطع الأخشاب قبل حلول فصل الشتاء. وشددت الفاعلة الجمعوية على أن ضعف البنية التحتية يحرم أطفال القرى من الالتحاق بمدارسهم البعيدة، حيث تقطع الثلوج الطرقات، فتتوقف الدراسة في هذه المناطق لفترة لتستأنف في ما بعد، وهذا يؤثر سلبا على سير الدراسة بمجموعة من المناطق الجبلية، ابتداء من بابا تازة، وبباب برد، وفي مرتفعات تسملال، وتلسمطان، واورارت، وبني فغلوم، وتنغاية، وبني احمد، وفي اتجاه الجبهة كلها مناطق باردة حيث تتأثر بالثلوج كثيرا".