قال الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ادريس الكراوي أن المغرب قرر إعطاء مضمون ملموس لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية من خلال النموذج التنموي لهذه الأقاليم. وأبرز الكراوي، خلال استقباله اليوم الخميس بالرباط لرئيس البرلمان السويدي السيد بير فيستربيرغ، أن "المغرب عازم على إعطاء مضمون ملموس لمشروع الحكم الذاتي المقترح على المجتمع الدولي". وأكد الكراوي، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع المسؤول السويدي، أن هذا اللقاء شكل فرصة لتقديم فكرة "أكثر دقة" عن المحتوى الذي سيعطيه المغرب للجهوية المتقدمة، علما أن "الأقاليم الجنوبية ستكون أول المستفيدين من هذه الجهوية المتقدمة". وأضاف أن هذه المباحثات مكنت من الإجابة على بعض تساؤلات المجتمع المدني السويدي المتعلقة على الخصوص بتدبير الموارد الطبيعية، ومكانة الثقافة، والديمقراطية التشاركية والحكامة المسؤولة، في إعداد وتنفيذ هذا النموذج الجديد. كما أبرز الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن المقاربة التشاركية التي اعتمدت في إعداد هذا النموذج جعلت من "الانصات للفاعلين والقوى الحية في الأقاليم الجنوبية أساسا للإعداد التشخيصات" مع التركيز على تقييم فعالية حقوق الإنسان الأساسية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، أو أيضا على مستوى الحكامة. وقال "إننا مؤسسة مستقلة تريد أن تكون جريئة" في التشخيص الذي تقدمه وفي الحلول التي تقترحها بالنسبة للآراء التي تطلبها منها الحكومة وغرفتا البرلمان، والدراسات التي تقوم بها حول مواضيع هامة. وأوضح أن المجلس يلتزم بتعزيز ثقافة الديمقراطية التشاركية في البلاد، وتوفير المادة الخام لبناء نموذج حول عقود اجتماعية كبرى. وأشار إلى أن هذا اللقاء مكن من إبراز التركيبة "الفريدة" للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يجمع ليس فقط فاعلين اقتصاديين واجتماعيين، بل أيضا مختلف فئات ممثلي المجتمع المدني، فضلا عن خبراء من كافة ربوع المملكة. وكان رئيس البرلمان السويدي، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب لمدة يومين (5 و6 فبراير الجاري)، قد أجرى في وقت سابق اليوم مباحثات مع رئيسي غرفتي البرلمان، ومع رئيس الحكومة، وكذا مع رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية السويدية.