أعلن عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أن المغرب يطمح، في أفق الأربع سنوات المقبلة، إلى تكوين 3400 شاب في قطاع مهن صناعة الطيران حميد بنبراهيم الأندلسي وعبد العظيم كروج خلال حفل تسليم الشهادات على خريجي المعهد (الصديق) وذلك استجابة للطلب المتزايد من قبل الشركات الفاعلة في هذا المجال. وقال الوزير في تصريح ل "المغربية"، إن وزارته بصدد إعداد استراتيجية وطنية للتكوين المهني، سيكشف عنها نهاية السنة الجارية، مبرزا أن هذه الاستراتيجية ترمي إلى التوفيق بين طرفي معادلة التكوين والتشغيل، مع ضمان جودة التكوين والمراهنة على التوجيه المناسب، والرفع من مستوى المكونين. وأكد الكروج، خلال ترؤسه، أول أمس الاثنين، حفل توزيع الشهادات على خريجي معهد التكوين في مهن الطيران بالدارالبيضاء (إيما)، أن ميلاد هذا المعهد سنة 2011، في إطار شراكة متوازنة بين القطاعين العام والخاص، شكل لبنة أخرى في سياق تعزيز آليات تكريس موقع ومكانة هذا المجال ضمن المهن العالمية للمغرب، مشيرا إلى أن العرض من تكوين اليد العاملة الموجهة لهذا القطاع تعزز منذ تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شتنبر الماضي، للمعهد المتخصص لمهن الطيران ولوجستيك المطارات، إلى جانب تدشين جلالته يوم 30 شتنبر 2013، للأرضية الصناعية المندمجة (P2I) "ميدباك"، المجاورة لمعهد "إيما"، المخصصة لمهن صناعة الطيران والفضاء. وأوضح أن وزارة ملتزمة بمواكبة هذه الدينامية الإرادية، في شراكة مع تجمع الصناعيين المغاربة في مجال الطيران والفضاء "جيماس"، من أجل تطوير عرض تكويني من مستويات متعددة. وأبرز أن "إيما"، بفضل الشراكة المتوازنة قطاع عام خاص، تمكنت، منذ انطلاقها سنة 2011، من تأهيل أزيد من 1100 شاب وشابة، أكثر من 100 منهم أدمجوا في وحدة "بومبارديي"، والتحق الآخرون بمختلف مقاولات هذا القطاع، مشيرا إلى أن الطلب المهم في هذا الإطار، خاصة من قبل المستثمرين الجدد، حتم في وضع مشروع توسيع هذا المعهد، بغية التحقيق المتكامل للرؤية المشتركة للقطاعين العام والخاص للموارد البشرية وتأهليلها وفق المعايير الدولية في هذا النطاق. من جهته، عبر حميد بنبراهيم الأندلسي، رئيس تجمع الصناعيين المغاربة في مجال الطيران والفضاء، عن افتخاره بالنتائج المحققة من قبل معهد "إيما"، موضحا أن هذه "التجربة الناجحة تمثل نجاعة الشراكة التكاملية بين القطاعين العام والخاص، وتكرس الأهداف الرامية إلى جعل المغرب على رادارات المقاولات الكبرى للطيران في العالم، كأرضية ضامنة لاستقبال استثماراتهم في أفضل الظروف وأكثرها تنافسية. وأضاف الأندلسي أن هذه الشراكة التي مكنت من ميلاد هذا المعهد الحاصل على شهادة الجودة، وعبدت الطريق نحو خلق القيمة المضافة المراهن عليها، من خلال التميز في مجال التكوين والابتكار، الذين اعتبرهما رافعتين أساسيتين في قطاع صناعة الطيران. واعتبر رئيس تجمع الصناعيين المغاربة في مجال الطيران والفضاء أن الاستثمارات الواعدة ارتفع خطها البياني، وتفرض في مرحلة ثانية، تقوية طاقة معهد "إيما"، وتوسيع تخصصاته، مضيفا أنه يطمح، إلى جانب مهنيي هذا القطاع، إلى جعل المغرب رائدا وفاعلا مرجعيا في هذا المجال. يذكر أن هذا المعهد أحدث في إطار مواكبة المخطط الوطني للإقلاع الصناعي، وتفعيلا لاتفاقية الشراكة الموقعة بين تجمع الصناعيين المغاربة في مجال الطيران والفضاء، والاتحاد الفرنسي لصناعات ومهن التعدين (UIMM)، ووفوض تدبيره إلى مهنيي القطاع. ويعد هذا المعهد من بين المعاهد التي أحدثت لمواكبة حاجيات القطاعات الواعدة بالمغرب من الكفاءات واليد العاملة المؤهلة، إذ يتولى تكوين الشباب وإدماجهم بمقاولات قطاعي صناعة الطيران والفضاء. كما يتولى المعهد مهمة التكوين المستمر واستكمال التكوين لفائدة مستخدمي مقاولات قطاع صناعة الطيران والفضاء والمهن، التي لها صلة بمهن الطيران لفائدة المتعلمين والتقنيين ومستخدمي التأطير الوسطاء. وبلغ عدد الخريجات والخريجين من هذا المعهد 1142، منذ تدشينه من قبل جلالة الملك محمد السادس، سنة 2011، إلى غاية يناير 2014، تلقوا تكوينهم في الشعب المرتبطة بمهن الطيران، منهم 688 شابة وشابة وقع تكوينهم وإدماجهم بمقاولات القطاع، و454 مستفيدة ومستفيدا من التكوين المستمر. وتصل نسبة الإقبال على التكوين بهذا المعهد إلى ثلاثة خريجين من أجل مقعد بيداغوجي واحد، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 800 مقعد. وحصل خريجو المعهد المشار إليهم على شهادات التكوين في شعب الأجهزة الكهربائية للطائرات، وتركيب هياكل الطائرات، والصناعة الميكانيكية على الآلات الرقمية، وصناعة هياكل الطائرات بالمواد المركبة والألياف الكاربونية، ونحاسة هياكل الطائرات.