أوقفت أجهزة الأمن البلجيكية، نهاية الأسبوع الماضي، بارون المخدرات المغربي، الملقب ب "بوميي"، الذي ظل موضوع مذكرات بحث لسنوات كأكبر أباطرة الاتجار في مخدر "الحشيش" بفرنسا، قبل أن ترصد مكانه مكالمة هاتفية، ليجري اعتقاله. أوقف تاجر المخدرات، ويدعى محمد بن عبد الحق، 34 عاما، يتحدر من أحد الأحياء في لواس الفرنسية، ببروكسيل، يوم الخميس الماضي، حسب ما أوردته الصحف البلجيكية، في إطار عملية مشتركة لقوات الدرك الفرنسية والشرطة الاتحادية البلجيكية، حسب ما كشفته مصادر قضائية بلجيكية ومصادر من الشرطة الفرنسية. وكان عبد الحق من أكثر الأشخاص المطلوبين للعدالة ففرنسا منذ نونبر 2008، بعد أن لاذ بالفرار من سيارة للدرك كانت تقله إلى محكمة "بوفي" في شمال فرنسا، في مشهد هوليوودي، إذ تعرضت سيارة للدرك التي كانت تقله بعد شهرين من اعتقاله على إثر حجز 580 كيلوغراما من مخدر "الحشيش" بمنزله بمنطقة لواس، لهجوم مسلح من طرف ستة رجال ملثمين مدججين ب"كلاشينكوف"، ليخلصوه من قبضتهم ويساعدوه على الهرب. وذكرت الصحف أن المتهم "بومبي" انتقل خلال رحلة فراره إلى ألمانيا واسبانيا، قبل أن يتمكن من دخول المغرب، ليجري اعتقاله بالدارالبيضاء، والتحقيق معهم في دجنبر 2008، ليعترف بالاتجار في المخدرات، كما بالفرار من قبضة الدرك الفرنسي، إلا أنه سيعانق الحرية من جديد بعد مدة من إدانته، بعدما رفض القضاء المغربي ترحيله إلى فرنسا، ما حدا بالقضاء الفرنسي إلى إدانته غيابيا، إذ قضت في حقه محكمة "بوفي" بالسجن لمدة عشر سنوات، فضلا عن حكم آخر صدر في حقه سنة 2005، بالسجن لمدة ثلاث سنوات في قضية أخرى لتهريب المخدرات بين المغرب وفرنسا. بيد أن "بومبي" الذي ألف المتاجرة في المخدرات، على مستوى دولي، ما كان ليستكين في المغرب إلى حريته، فلم يخش أن يعتقل في أوروبا، موثرا أن يواصل تحركاته، إلى أن تمكن الدرك في منطقة "أميان"، الذي كان يتعقبه قبل عدة أشهر، من رصد مكالمة هاتفية أجراها من رقم بلجِيكي، في 21 يناير، ما حدا بها أن تحول المعلومة على الفور إلى الأجهزة البلجيكية، التي حددت موقعه فِي اليوم الموالي، بفندق في العاصمة البلجيكية بروكسيل، ما أفضى إلى اعتقاله، في الخميس 23 يناير، في الرابعة و20 دقيقة، عصرا، رفقة مجرم بلجيكي. وأشارت الصحف إلى أنه بعد تمكن تاجر المخدرات من الفرار، توبع منذ 2008، بأربع مذكرات بحث، ذات صلة بالاتجار فِي المخدرات، كما بحمل السلاح، وتبييض الأموال، فضلا عن الاشتباه فيه بالمغرب، لتهريبه أطنانا من المخدرات صوب المدن الفرنسية. في غضون ذلك، ينتظر أن يدلي "بومبي" بأقواله، في ضيافة المحققين، حول محاولتين لتهريب المخدرات، أحبطتا في 2012، قدرت محجوزاتهما ب 700 كيلوغرام، و1.8 طن، بالجنوب الغربي لفرنسا. وأوضحت الصحف أن "بومبي" لم يجد سبيلا للهرب لدى مداهمة الشرطة البلجيكية لمكان إقامته، فحاول إيهام عناصرها بتقديم جواز سفر مزور، لا يحمل هويته، زيادة على رخصة سياقة بغير اسمه، التي كان يستعين بها على التحرك فِي بلجيكا، حيث يدير بعض أعماله، إلا أن بصماته كانت حاسمة في تأكيد أنه ليس سوى "محمد بن عبد الحق"، البارون المغربِي الذي حير الأمن في فرنسا، وأبقاه في بحث مضن لسنوات، إلى أن ألقي عليه القبض ببلجيكا. ومن المنتظر أن تجري إحالة "بومبي" على القضاء الفرنسي، بعد أن تخبر العدالة الفرنسية نظيرتها البلجيكية بمذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة في حقه، حسب ما أفاد به مصدر قضائي ببوردو جنوبفرنسا.