بدعم من وزارة الاتصال، قدمت المخرجة المغربية فريدة بليزيد، أمس الأربعاء، بقاعة "النهضة" بالرباط، العرض ما قبل الأول لفيلمها السينمائي الجديد "حدود وحدود" فريدة بليزيد رفقة بطلة الفيلم خلال تقديمه بطنجة (خاص) وذلك بحضور طاقميه الفني والتقني، وعدد مهم من الفنانين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالحقل السينمائي المغربي، وبالقضية الوطنية. ويسلط الفيلم، الذي سبق عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وشاركت في بطولته الممثلة الإسبانية رومينا سانشيز، وإسماعيل أبو القناطر، ومحمد مروازي من المغرب، الضوء على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من منظور وطني وأجنبي. وقالت المخرجة بليزيد إن تناولها قضية الصحراء المغربية في فيلمها الجديد يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية لتأكيد مغربية الصحراء، مشيرة، في تصريح ل"المغربية"، إلى أن "حدود وحدود" يفتح الباب أمام السينما للتعريف بقضيتنا الأولى". وأوضحت بليزيد أن فكرة تناول قضية الصحراء سينمائيا راودتها منذ زمن طويل، خصوصا بعدما لاحظت أفلاما إسبانية تساند الطرح الانفصالي، عن طريق الترويج لمعطيات خاطئة حول تاريخ الصحراء، أمام غياب تام لأفلام مغربية، من شأنها تنوير الرأي العام العالمي والتصدي لمثل هذه الادعاءات، مؤكدة أن غالبية الإسبان يجهلون التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية، نتيجة التعتيم الإعلامي المقصود. وشددت بليزيد على ضرورة تفعيل الدبلوماسية الموازية في المغرب للدفاع عن الوحدة الترابية، مشيرة إلى أن السينما يمكن أن تلعب دورا كبيرا في هذا الباب، خصوصا في حالة إنتاج أفلام قوية، تستطيع المشاركة في مهرجانات عالمية للتعريف بتاريخ الصحراء وسكانها وارتباطهم بالمغرب دما وأرضا، والرد على كل الأفلام الأجنبية، التي تروج العديد من الأكاذيب حول الموضوع. وينقل الفيلم، الذي صورته بليزيد في أغلب مدن الأقاليم الجنوبية (العيون، والداخلة، وطرفاية..)، المشاهد إلى أعماق الصحراء المغربية ومعالمها، وجمالية جغرافيتها، وطقوس سكانها، وزخم تراثها الثقافي والفني. وتدور أحداث الفيلم، الذي يعد أول شريط مغربي روائي/وثائقي طويل عن قضية الصحراء المغربية، حول مايتي (رومينا سانشيز)، وهي مخرجة إسبانية تقرر إنجاز شريط وثائقي حول الصحراء المغربية مرفوقة بالمغربي دحمان (محمد مروازي). أثناء تصويرها للفيلم، تصطدم المخرجة بالعديد من الحقائق، التي تتعارض مع أفكارها الجاهزة والمسبقة حول قضية الصحراء، ما يدفعها للتخلص من رفيقها دحمان، ظنا منها أنه يوجه أحداث شريطها الوثائقي. وأثناء رحلتها الثانية، التي قادتها إلى عمق الصحراء رفقة إسماعيل أبو القناطر، الذي لعب دور أحد العائدين الصحراويين إلى الوطن، تقتنع المخرجة بمغربية الصحراء، لتقرر تقديم حقائق جديدة، تختلف عن تلك الطروحات المغلوطة، التي يروجها البعض عن حقيقة مشكل الصحراء.