تمكنت عناصر الشرطة القضائية بأمن ابن مسيك في الدارالبيضاء، صباح أمس الجمعة، من اعتقال متهم بتنفيذ محاولة سطو فاشلة على وكالة بنكية، تقع في حي السالمية 2. وذكرت مصادر أمنية أن محققي الشرطة القضائية والعلمية تمكنوا، بفضل استغلال البصمات، التي وجدت على الشباك الأوتوماتيكي لصرف النقود، وكذا الصور التي التقطت للمتهم بواسطة كاميرا المراقبة المثبتة داخل الوكالة، من تحديد هويته، واعتقاله حوالي الحادية عشر صباحا، لتشرع مباشرة في التحقيق معه. وكانت عناصر الشرطة القضائية باشرت، في وقت مبكر من صباح أول أمس الجمعة، تحقيقا معمقا لاعتقال المتهم بتنفيذ محاولة السطو. وحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن المتهم حاول سرقة الوكالة البنكية حوالي الثالثة صباحا، وبدأ بالشباك الأوتوماتيكي المخصص لاستخراج النقود، إذ ألحق به خسائر مادية، رغبة في استخراج النقود، وبعد أن تعذر عليه ذلك، حاول التسلل إلى داخل الوكالة البنكية، بعد تكسير زجاج الواجهة الأمامية. وأفادت المصادر ذاتها أن المتهم لم يتمكن من سرقة أي شيء رغم تكسير الزجاج، وأمكن التعرف على هويته، بعد تصويره من قبل كاميرا المراقبة. وانتقلت عناصر الشرطة القضائية، مرفوقة بعناصر الشرطة العلمية، إلى مكان الحادث، بعد استدعاء المسؤولين عن الوكالة البنكية، وفتح تحقيق معمق للاهتداء إلى هوية الفاعل أو الفاعلين. يذكر أن ظاهرة السطو على الوكالات البنكية ووكالات تحويل الأموال تنامت في السنوات الأخيرة، إذ لم تعد تمضي أسابيع أو شهور، حتى ينتشر خبر سطو أو محاولة سطو، من قبل لصوص مدججين بأسلحة بيضاء، وفي بعض الحالات قد تكون نارية. وانطلق مسلسل عمليات السطو، الذي استهدف في بداية الأمر الوكالات البريدية (الاستيلاء على 10 ملايين سنتيم من وكالة بريدية بسطات) منذ 2006، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى عمليات سرقات مخطط لها بدقة، وباحترافية متناهية كما سجل في عدة حالات، بعدما أصبحت أموال هذه المؤسسات المالية تسيل لعاب اللصوص، الذين يعتقدون أنهم سيغنمون مبالغ مالية مهمة، من وراء عملية السطو على مؤسسة مالية، مستفيدين في ذلك، حسب تعليق بعض المتتبعين، من مشاهدة الأفلام الهوليودية وأفلام الحركة. ولوحظ كذلك تطور في تنفيذ عمليات السطو، إذ أصبحت تتخذ منطق الجرأة والمجازفة في اقتحام الوكالة البنكية بالسيوف والسكاكين أو مسدسات بلاستيكية، كما أن اللصوص يحرصون على وضع نظارات شمسية في بعض الأحيان، ويرتدون في أحيان أخرى أقنعة لإخفاء ملامحهم، حالة ما إذا سجلت كاميرا المراقبة محاولة السرقة. كما سجلت احترافية كبيرة في اختيار الوكالة المستهدفة، واختيار التوقيت المناسب لتنفيذ السطو، وفي طريقة التعامل مع كاميرا المراقبة المثبتة بالوكالة عن طريق تجنب عدساتها، إضافة إلى تكبيل المستخدمين وتكميم أفواههم، وتنفيذ العملية في ظرف وجيز، ومغادرة المكان دون إثارة انتباه الجيران أو رواد الشوارع حيث توجد الوكالات المستهدفة.