بعد الجولة الأخيرة، التي احتضنتها بروكسيل بين 24 و27 يونيو الماضي، تنطلق، اليوم الاثنين بالرباط، وإلى غاية 24 من الشهر الجاري، الجولة الثالثة من مفاوضات اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق "أليكا" بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وكشفت المواقف الموضوعية للبرلمان الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي مقتنع بأن الرباط تعد حليفا سياسيا واستراتيجيا وازنا بالنسبة لأوروبا في منطقة شمال إفريقيا، كما أن المملكة تعد قطبا جيواستراتيجيا أساسيا وفاعلا في ضمان الاستقرار بالمنطقة. ومثل انطلاق المفاوضات من قبل بالرباط حول اتفاقية التبادل الحر المعمق والشامل "أليكا"، التي أعطى انطلاقتها خوصي مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية مع المغرب، الذي يعد أول بلد خارج الاتحاد يحظى بهذا التعامل النوعي، دفعة قوية وحاسمة في اتجاه تعميق التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، بشكل يضمن تقارب التشريعات في عدد من المجالات المرتبط بتسهيل المبادلات التجارية، التي تخدم التطور الاقتصادي للجانبين. وتعززت العلاقات المتميزة بين المملكة والاتحاد الأوروبي، التي تطورت منذ تنظيمها في إطار الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب منذ 2008، بإطلاق مخطط عمل خماسي (2013-2017) أعد لهذا الغرض بشكل مشترك. ويؤكد عزم الاتحاد الأوروبي السير قدما من أجل تحقيق وتطبيق اتفاقية "أليكا"، الاهتمام الكبير الذي يوليه الاتحاد لعلاقاته المتميزة مع المغرب، باعتباره شريكا كبيرا وذا مصداقية، ويكرس التوجهات المشتركة للطرفين في ما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي٬ خاصة تلك المرتبطة بالتعاون الأورو- متوسطي، وبالوضع في المغرب العربي، وبالأمن في منطقة الساحل، دون إغفال النتائج المحققة في إطار علاقة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، والتي تمثل إشادة نوعية بما أنجزه المغرب من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، في ظل القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويبرز هذا التوجه الموضوعي، الرامي إلى تطوير أسس الشراكة، أن هذه المبادرة الجديدة، ستدعم مكانة أوروبا، ودورها الريادي، خاصة على مستوى محيطها الأقرب، مع الإشارة أيضا إلى أن الإرادة، التي عبر عنها المغرب من أجل تطوير علاقاته مع الاتحاد الأوروبي بشكل أفضل، تعتبر عنصرا ثابتا ضمن السياسة الخارجية للمملكة.