قطع التونسي فوزي البنزرتي، مدرب الرجاء البيضاوي لكرة القدم، الشك بالقين، حين نفى ما تردد من قبل بعض وسائل الإعلام العربية حول رحيله عن الفريق الأخضر، واتجاهه للعمل بالخليج العربي، بعدما توصل بعرض مغر من طرف أحد الأندية. وصرح فوزي البنزرتي، الذي تعاقد مع فريق الرجاء قبيل مونديال الأندية بأربعة أيام، أنه مرتاح بالعمل داخل الأسرة الخضراء، التي وجد فيها كل الحب والعمل من أجل الوصول إلى درجة أرقى، مضيفا "الفريق جيد بكل مكوناته، وأطمح معه إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، التي تنتظره مستقبلا، من ضمنها لقب البطولة الوطنية الاحترافية، ولقب دوري عصبة أبطال إفريقيا". وكانت أخبار راجت حول وجود عروض مهمة من طرف أندية خليجية، وتونسية، تطلب المدرب فوزي البنزرتي للتعاقد معها، متوقعة، في السياق ذاته، أن يناقش المدرب التونسي بعض العروض التي توصل بها. وأعرب المدرب التونسي عن سعادته الكبيرة بأداء فريقه أمام بطل أوروبا، قائلا "بايرن ميونيخ فريق كبير ولا أحد يتجادل في ذلك، لكن الرجاء البيضاوي كان في مستوى الحدث، وكان بإمكانه العودة في نتيجة المباراة خلال الشوط الثاني لو استغل مهاجموه الفرص السانحة للتسجيل التي أتيحت لهم"، مشيرا إلى أن فريقه قام بأخطاء عديدة في الشوط الأول، لأن اللاعبين أحسوا بضغط كبير، وشعروا بارتباك واضح وهم يواجهون بطل العالم المدجج بالنجوم، قائلا "خلال الشوط الثاني عاد الفريق في المباراة، وقدم مستوى جيدا، وكان قريبا جدا من التسحيل". وأكد التونسي فوزي البنزرتي، البالغ من العمر 64 عاما، أن أداء فريقه أمام بايرن ميونيخ دليل على أن تأهله إلى النهاية لم يكن من باب الحظ أو الصدفة، قائلا"فريق الرجاء قدم مباراة جيدة، وعلى كل المستويات،خلال كل مبارياته الثلاث، مبرزا أن ما حققه الفريق البيضاوي يعد إنجازا تاريخيا بكل المقاييس، وسيفيد الكرة المغربية، ويشرفها على الساحة الدولية، بعدما عانت الكثير من المشاكل في الآونة الأخيرة". وشكر مدرب الرجاء البيضاوي جميع لاعبيه ومكونات فريقه، قائلا "شكرا لجميع اللاعبين على أدائهم الرائع والجميل في بطولة كأس العالم للأندية، وأن الفضل يعود في ذلك إلى قوة تركيز اللاعبين الموهوبين، ومعنوياتهم المرتفعة من أجل إثبات الذات في المحفل العالمي، وبكل صراحة اللاعبون كانوا في قمة الحدث، عندما صنعوا انجازا كبيرا بكل المقاييس، رغم أن الفريق هو الوحيد في البطولة الذي خاض ثلاث مباريات في ظرف قياسي، إذ لا تتعدى المدة أسبوعا واحدا". وأوضح البنزرتي أن فريقه طوى صفحة المونديال، وسيدخل مرحلة الإعداد لمنافسات البطولة الوطنية الاحترافية، والمسابقة القارية، قائلا "سأركز على العامل الذهني والبدني لإعداد اللاعبين للمرحلة المقبلة". يملك البنزرتي خبرة كبيرة في التدريب، فهو صانع أمجاد الترجي التونسي في التسعينات، عندما قاده إلى عدة ألقاب محلية (4 مرات في الدوري المحلي)، وإفريقية، وعربية، منها كأس الأندية الإفريقية (دوري أبطال إفريقيا) عام 1994، والكأس السوبر الإفريقية في العام ذاته، كما قاد النجم الساحلي إلى اللقب المحلي عام 2007، وإلى كأس الاتحاد الإفريقي عام 2006، وقبله قاد النادي الإفريقي إلى اللقب المحلي عام 1990. وأشرف البنزرتي، الذي قاد اتحاد المنستير إلى الدرجة الأولى موسم 1979-1980، على تدريب المنتخبين الليبي والتونسي.