قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 36 شخصا نصفهم تقريبا أطفال قتلوا، أول أمس الأحد، عندما ألقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري "قنابل برميلية" على مدينة حلب في شمال البلاد. طفل سوري لاجئ يفترش الثلج ويلتحف بساطا داخل خيمة (خاص) أظهرت لقطات مصورة بثها نشطاء محليون على الأنترنت النار مشتعلة في شارع ضيق تغطيه الأنقاض والغبار بعد غارة جوية في حي كرم البيك. وعرضت لقطة أخرى حطام سيارة عند تقاطع تنشط فيه حركة المرور. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن من بين القتلى 15 طفلا على الأقل. والقنابل البرميلية هي أسطوانات أو براميل نفط مملوءة بالمتفجرات. وعادة ما يتم دحرجتها لتسقط من الجزء الخلفي للطائرة الهليكوبتر دون محاولة إصابة هدف محدد، لكنها تسبب خسائر بشرية واسعة النطاق وأضرارا كبيرة. ولم تتمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على الأجزاء الشرقية الوسطى من حلب التي اقتحمها مقاتلو المعارضة في صيف 2012، لكنها طردت مقاتلي المعارضة من بلدات جنوب شرقي المدينة في الأسابيع الأخيرة. وقال المرصد أيضا، أول أمس الأحد، إن عدد ضحايا الهجوم الطائفي، الذي شنه إسلاميون، الأربعاء الماضي، في بلدة عدرا شمال شرقي دمشق ارتفع إلى 28 قتيلا من بينهم علويون ودروز وسنة. من جهة أخرى، أرسلت الأممالمتحدة أول شحنة مساعدات إنسانية جوا من العراق إلى سوريا، أول أمس الأحد، وقالت إنها تنوي إرسال مزيد من الأغذية وإمدادات الشتاء إلى المنطقة ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا في الاثني عشر يوما المقبلة. وانطلقت أول طائرة شحن تقل مواد غذائية من أربيل في منطقة كردستان بشمال العراق في رحلة مدتها ساعة واحدة إلى محافظة الحسكة السورية، التي لم تصل إليها أي مساعدات كبيرة، منذ ماي الماضي. وقالت الأممالمتحدة إنها تعاقدت مع طائرتين للقيام بعدد 23 رحلة ذهابا وايابا على مدى الأيام العشرة القادمة. وستشمل المساعدات حمولة عشر طائرات من المواد الغذائية وهو ما يكفي لإطعام أكثر من ستة آلاف أسرة سورية حتى نهاية دجنبر. وهذا ثالث شتاء، منذ بدء الصراع السوري في مارس 2011. وتعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة استخدام طائرة شحن تجارية من طراز اليوشن 76 لإرسال 300 طن من مواد الإغاثة مثل الأغطية وفرش النوم وأدوات المطبخ لنحو 60 ألف نازح. وتضم حمولة طائرة لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) شحنة من الأدوات الصحية والمياه. وقالت ماريا كاليفيس، المدير الإقليمي ليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "نشعر بالقلق على وجه الخصوص إزاء وضع الأطفال والعائلات في الأجزاء الشمالية من سوريا بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول إليهم". وأضافت "ستساهم عمليات النقل الجوي في ضمان حصولهم على مياه نظيفة ورعاية صحية على مدى شهور الشتاء القارص المقبلة". وكان مقررا أن تبدأ الرحلات الجوية الأسبوع الماضي، لكنها أجلت بسبب عاصفة اجتاحت سوريا ولبنان مصحوبة برياح عاتية وانخفاض شديد في درجات الحرارة. وكانت رياح باردة وجافة تهب على المدرج في مطار أربيل قبل الإقلاع. وقال إياد نعمان، المنسق الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لرويترز هاتفيا من أربيل "أدت هذه الموجة من البرد القارص إلى تدهور أوضاع السكان في مدينة القامشلي وأماكن أخرى في سوريا". وقال بيان للأمم المتحدة إن الحكومتين السورية والعراقية وافقتا على إقامة الجسر الجوي. ونقلت منظمات تابعة للأمم المتحدة بعض الإمدادات المحدودة إلى سوريا من العراق ولبنان، لكنها لم تنقل أي إمدادات من تركيا بسبب اعتراض حكومة الرئيس بشار الأسد على ذلك.