نظم سكان ودادية النصر، أخيرا، وقفة احتجاجية سلمية، أمام مقر عمالة إقليمالخميسات، للمطالبة بحقهم في سكن لائق، شارك فيها نساء ورجال مسنين وشباب، حاملين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك. جانب من الوقفة الاحتجاجية قال مصدر من مكتب الودادية، ل"المغربية" إن هذا الأخير تشكل سنة 1999 نزولا عند رغبة السكان في الظفر بسكن لائق حيث جرى عقد الجمع العام التأسيسي وانبثق عنه المكتب المسير الذي وضع ملفه لدى السلطات المحلية الذي حصل على وصل إيداع قانوني بتاريخ 14 يوليوز 1999، ولما أراد الشروع في العمل، بعد تخصيص 19 هكتارا لفائدة 330 منخرطا، من أجل تقسيمها وتوزيعها على المنخرطين على شكل بقع سكنية تراعى فيها الشروط المعمارية، رفضت الجهات المختصة تمكين المكتب من مباشرة مهامه، دون أسباب مقنعة، حسب تعبير المصدر نفسه. وتعيش حوالي 300 أسرة، كما يقول المصدر ذاته، في الشمال الغربي للمدار الحضري للمدينة وسط مجال بيئي متعدد الملوثات، داخل بيوت قديمة مبنية بالقش والقصدير والأغطية البلاستيكية، قد تهوي فوق رؤوسهم في آية لحظة، كما أن انتشار الإسطبلات المخصصة للبهائم وسط الحي واستغلال المساحات الفارغة في رمي النفايات وانكشاف مجاري المياه العادمة زاد من تأزم الوضعية بعدما تحول الحي إلى مجال لتجمع الحشرات والحيوانات المسمومة وتناسلها بشكل مثير. يضاف إلى ذلك غياب الإنارة المنزلية والعمومية التي تشكل أحد أكبر الهواجس التي تؤرق بال المواطنين، الذين أصبحوا ملزمين بالولوج إلى بيوتهم قبل حلول موعد صلاة المغرب لتفادي السقوط في أيدي المنحرفين والمجرمين، خاصة أن المنطقة مجاورة للخلاء. رئيس البلدية يرد أكد عبد السلام البويرماني، رئيس بلدية الخميسات، في اتصال مع "المغربية" أن ودادية "النصر" أنشئت إلى جانب ودادية "ضاية نزهة" المجاورة، موضحا أن التصميم المخصص للمنطقة لا يفصل الوداديتين، وبإمكان مكتب ودادية النصر سحب الجزء المتعلق بمنخرطيه وملاكيه من التصميم الأصلي. وأوضح المتحدث أنه باشر بحثا في الموضوع لإيجاد الحل المناسب للمشكلة، بتنسيق مع المصالح المختصة من أجل تمكين السكان من العيش الكريم. ويعتبر حي النصر، التابع للمقاطعة الحضرية الخامسة بمدينة الخميسات، من الأحياء الهامشية التي لم تنل حظها من الاهتمام، ويتضح ذلك جليا من خلال مظاهر البؤس التي يعيشها السكان وسط براريك وإسطبلات وبيوت عشوائية في غياب تام لأبسط شروط الاستقرار الضرورية، نظير الماء الصالح للشرب والكهرباء وشبكة الصرف الصحي. ورغم المجهودات التي بذلها السكان للرقي بمستواهم المعيشي من خلال تأسيس ودادية سكنية تعنى بشؤونهم، إلا أن هذه الودادية لم يكتب لها أن تباشر مهامها لحد الآن.