أرجا قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالخميسات، النظر في ملف ما أصبح يعرف على المستوى المحلي ب"ملف الوداديات السكنية بتيفلت"، إلى 12 يونيو المقبل. من المرتقب حضور المهندس الأول الذي تكلف بانجاز تصاميم الودادية للاستماع إلى إفادته في النازلةّ، على اعتبار أن الودادية كلفت مهندسين آخرين بعده بإنجاز تصاميم مغايرة وفق رغبة المكتب المسير للودادية. يأتي التحقيق في الملف بناء على عدة شكايات وجهها المتضررون إلى السلطات المحلية والقضائية التي أجرت أبحاث ميدانية ومعاينات وجلسات الاستماع إلى المتضررين من جهة، والمسؤولين بالمكتب المسير للودادية من جهة أخرى، خلصت خلالها إلى مجموعة من المعطيات التي رفعت في تقارير السلطات المحلية إلى الجهات الوصية، كما سبق أن أجري في الملف ذاته تحقيق باشره قضاة المجلس الأعلى للحسابات خلال 2009 . ويشتكي المواطنون في شكاياتهم المرفوعة إلى السلطات، التي توصلت "المغربية" بنسخ منها، من غياب المرافق الأساسية والتجهيزات الضرورية للسكن اللائق كالماء والكهرباء والطرقات وقنوات الصرف الصحي، علاوة على سوء المعاملة من جانب أعضاء المكتب المسير وفرض زيادات مادية على شكل غرامات عن التأخر في أداء واجب الكهرباء، وقنوات الصرف الصحي على المنخرطين والملاكين الذين لم يسددوا الواجبات لفائدة مكتب الودادية لتجهيز الحي بجميع المرافق الضرورية في الوقت المحدد، الشيء الذي أثار غضب السكان الذين فضلوا تأسيس جمعية الحي للدفاع عن حقوق السكان والمنخرطين في الودادية. وتقول جمعية القدس للتنمية والبيئة والتعاون في الشكاية التي وجهتها إلى وزير العدل والحريات "نلتمس منكم فتح تحقيق بشأن اختلالات تعميرية طالت حينا وحرمتنا من المرافق الضرورية والأساسية في حياتنا اليومية، وكمثال على ذلك حرماننا من الترخيص لبناء مسجد من قبل المصالح المختصة ببلدية تيفلت بدعوى تغيير التصميم الشمولي لأكثر من ثلاث مرات من طرف مكتب الودادية المكلف بالمشروع، وكان أملنا خائبا خصوصا أننا طرقنا أبواب العمالة والمجلس البلدي ومكتب قائد المقاطعة الحضرية الثانية لكن دون جدوى". وتتهم الجمعية المسؤولين بالمكتب المسير للودادية بالربح والكسب غير المشروع، حسب الشكاية التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، كما تحدثت عن وجود خروقات في تسيير أمور الودادية كبيع عدة بقع تحصل عليها مكتب الودادية بواسطة التعاقد مع الملاكين مقابل التجهيز، وعدم الوفاء بالتعهدات، والإخلال بالقانون الأساسي، وعدم احترام مدونة التعمير، وإقبار المساحات الخضراء، خاصة بودادية القدس الشمالي المعروفة بحي بوحمالة . وبخصوص مالية الودادية، تقول الجمعية إن المنخرطين يشتكون من الزيادات التي فرضها مكتب الودادية عليهم في ما يخص واجبات الكهرباء التي كانت محددة في مبلغ 4000 درهم وانتقلت إلى مبلغ 5000 درهم، كما فرض زيادة قدرها 1500 درهم في واجبات التصاميم والصرف الصحي. يذكر أن الوداديات السكنية المذكورة تشكو ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية في ظل غياب مؤشر على تحقيق هذا الغرض، الأمر الذي حتم على السكان التحرك في جميع الاتجاهات، إذ راسلوا الجهات الوصية وقاموا بعدة وقفات ومسيرات بوسط المدينة لإثارة انتباه المسؤولين إلى الوضعية السيئة التي يعيشونها في أقرب مدينة حضرية من العاصمة الرباط، تكللت سنة 2009 بعقد اجتماع موسع بباشوية تيفلت، كان من نتائجه تزويد عدد من المنازل المبنية، بالكهرباء، فيما ما زال أمل الباقي معلقا إلى حين وذلك لتداخل الأسباب وعدم الاكتراث بالحقوق الشرعية للمواطنين وهمومهم.