حطمت لوحة "مريم كازا"، للفنان التشكيلي المغربي الراحل أحمد الشرقاوي، الرقم القياسي لأغلى لوحة تشكيلية مغربية، بعد بيعها بمبلغ 350 مليون سنتيم من أعمال الراحل أحمد الشرقاوي (خاص) في إطار بيع بالمزاد العلني، نظمته الشركة المغربية للأعمال الفنية، أول أمس الأحد، برواق "ميموآرتس" بالدارالبيضاء. وشهد المزاد، أيضا، بيع لوحة نادرة للفنانة الراحلة الشعيبية ب150 مليون سنتيم، إضافة إلى بيع لوحات أخرى لفنانين بارزين، ما يعني انتعاش سوق الفن التشكيلي بعد ركوده، بسبب انتشار ظاهرة الأعمال المقلدة، وتواطؤ بعض المضاربين في المجال. وتميزت أجواء البيع العلني بعرض أزيد من مائة قطعة فنية مختارة بعناية فائقة، منها لوحات تشكيلية أنجزها نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب، ومنحوتات إفريقية ذات قيمة فنية عالية، وكتب تراثية قديمة، أيام الجمعة والسبت وصباح أول أمس الأحد، للمهتمين برواق "ميموارتس"، قبل انطلاق المزاد. ومن بين الأعمال التي قدمت في المزاد، الذي نشطه الخبير الفرنسي ديدي لافارج، لوحة لإدي لوغران، وأخرى للتبوريدة من توقيع مانطيل، ولوحات للراحل الإدريسي، وعمل فني متميز لماحي بنبين، وآخر للراحل محمد القاسمي. كما قدم المزاد أعمالا أخرى لفنانين بارزين في الساحة الفنية الوطنية والدولية، منهم فريد بلكاهية، الذي اقتنى متحف "بومبيدو" بباريس أخيرا لوحته الفنية "غاستون بشلار"، والطيب لحلو، وهنري بونطوا، ومحمد الحمري، وميلود لبيض، والفقيه الركراكي، والمكي مغارة، وحسن الكلاوي. يذكر أنها المرة الثانية التي يجري فيها بيع أعمال الشرقاوي بمبلغ يفوق 300 مليون سنتيم، ما يدل على أن الراحل، الذي ولد سنة 1934 في مدينة بجعد وتوفي عام 1967 في الدارالبيضاء، من أبرز الفنانين، الذين أنجبتهم الساحة الفنية المغربية، حسب الناقد بنيونس عميروش، الذي اعتبره "رائد العلامة". ويتفرد الشرقاوي في المشهد التشكيلي المغربي بنهج مبتكر قوي يعتمد الرمز، كحقل خصب غني بقيمه الجمالية، إذ استطاع الفنان تفكيكها وإعادة بناء مكوناتها في لوحاته، قابضا على لب الجمال في تلك الرموز، ومعتمدا على الذاكرة الجماعية المحتفية بالجذور، وتمكنه من أدوات محاورة مادته وإعادة اكتشافها، واضعا بذلك الفن المغربي على سكة الحداثة التشكيلية المشيدة على مرجعية تراثية متينة، فاستحق أن يلقب برائد التشكيل المغربي الحديث، وأن يصبح نموذجا يحتذى من العديد من الفنانين، الذين أتوا من بعده، ومازالوا يستضيئون بنبراسه.