كشفت الفنانة المغربية كريمة الصقلي أن ألبومها "مقام الحب" سيرى النور قريبا، وهو عبارة عن أشعار صوفية لابن عربي وابن الفارض، وأبو الحسن الشوشتري، وسيتكلف بتوزيعه معهد العالم العربي بباريس. وعن اختيارها لمعهد العالم العربي لإنتاج الألبوم، عبرت الصقلي عن سعادتها لتوزيع الألبوم من قبل المعهد، مؤكدة أن البادرة كانت تحت مسؤوليتها وأثلج صدرها أن العمل سيشرف عليه قطاع فني ثقافي. وقالت صاحبة الصوت الأسمهاني، في تصريح ل "المغربية"، إن أشعار الألبوم، التي أدخلت عليها مقاطع من الذكر والسماع المغربي، من ألحان الفنان رشيد زروال، مشيرة إلى أن هذا العمل الروحاني يسافر بالجمهور ساعة من الزمن إلى عالم من المتعة الروحية. وأضافت كريمة الصقلي أن الألبوم اعتمد على فرقة رشيد زروال للموسيقى التي تتكون من أربعة موسيقيين أكفاء "صوليست" لهم صيتهم ومكانتهم الموسيقية وطنيا ودوليا، ويتعلق الأمر بناي رشيد زروال، والألطو للفنان يونس والإيقاع حول العالم لخالد الكوهن من باريس، أما القانون فللفنان يندل من تركيا. وعن تسجيل الألبوم، أكدت الفنانة أن العمل هو حصيلة مجهود مشترك بين رشيد كلحن ويونس في الاستوديو بسلا، وكريمة تحملت المسؤولية إلى جانب صوتها في وضع الألبوم بمعهد العالم العربي تحت إشرافها، إلى جانب اتصالاتها الإعلامية. وأوضحت كريمة قائلة "ضمن مجموعة رشيد زروال للموسيقى، شكلنا فريقا فنيا متجانسا، ورغم أن العمل تطلب الكثير من الجهد، إلا أننا تمكنا من إرضاء ذوق الجمهور الذي حج إلى القاعات. بفضل الاحترام المتبادل بينها وكفاءة كل واحد حسب تخصصه، توفقنا في هذا العمل، إذ استطعنا أن نمتع الجمهور بروائع صوفية جعلته ينصهر في بوثقة ويذوب بداخلها لتفاعله الكبير مع الأشعار الصوفية. وأبرزت أنها قامت بإحياء عشر حفلات في عدة مدن مغربية وكذا خارج الوطن، قدمت خلالها هذا الألبوم الذي لقي إقبالا من طرف الجمهور العاشق لهذا اللون الفني والموسيقي، لأنها لمست أن الجمهور كان يصغى باحترام وتقدير وكان متتبعا للحفلات بكل ارتياح وحب. كما شارك الجمهور هذه الأجواء الروحانية بكل صدق، لأنه استمتع بصوت الفنانة الرائع وتناغم مع موسيقى رشيد زروال. دائما على مستوى جديدها الفني، انتهت الصقلي من تسجيل عمل يحمل عنوان "ليلى" من لحن سعيد الشرايبي وتوزيع وتسجيل مولاي رشيد الركراكي الذي تحملت مصاريفه بأدق تفاصيله، موضحة أنه عمل بإمكانيات عالية، وهي تطمح فيه بعروض محلية وعالمية. وأكدت "أسعد عندما أتقاسم مع الجمهور لحظات نساهم فيها في تنمية الثقافة ببلادنا. أومن أن الفن تضحية، ولكي نوصل إبداعنا إلى الجمهور علينا أن ندفع ضريبة، وأنا لا أهتم بالماديات بقدر ما تسعدني كل بسمة أرسمها على محيا الجمهور وهو يتابع حفلاتي، وأضافت في الصدد نفسه أنه على الجهات المسؤولة والشركات الخاصة بالتنمية الثقافية أن تأخذ بعين الاعتبار تضحية الفنان خصوصا في ظل افتقارنا لشركات إنتاج، لكي يظل الفنان مشحونا بالعطاء، خصوصا أن لدينا طاقات فنية تحمل مشاريع فنية وموسيقية متميزة. وعن تفكيرها في إصدار ألبوم صوفي، قالت الفنانة المغربية إنها تؤدي الغناء الصوفي منذ سنة 1999، وأول إطلالة لها على الجمهور بالغناء الصوفي كان خلال افتتاح مهرجان الموسيقى العريقة بفاس سنة 2000، ومنذ ذلك الوقت وهي وفية لجمهورها، من خلال مشاركاتها المتتالية في مختلف التظاهرات التي تهتم بالغناء الصوفي، بحكم تجربتها وتربيتها الصوفية. وكما عودت الفنانة كريمة الصقلي جمهورها بالجديد، فهي مقبلة على سفر قريب إلى ولاية لوس أنجلس، حيث ستحيي حفلا غنائيا إلى جانب أوركيسترا ميستو برئاسة الدكتور نبيل عزام، موضحة أن الفرقة الموسيقية تضم 60 موسيقيا أمريكيا. وكانت الصقلي قامت بجولة غنائية بولاية فيلادلفيا، حيث قدمت ندوات عبارة على ماستير كلاس بجامعة بالسيلفني، وجامعة بوستون بنموذج الموشح المغربي الأندلسي المعاصر، وأمتعت الجمهور بأغنية "يا ليل طل" للراحل عبد القادر الراشدي. وتضمن أيضا برنامجها الفني خلال هذه الجولة، زيارتها لبعض المدارس والإعداديات، لتقرب الطلبة من الثقافة العربية، لأنها تؤمن أن الفن يتجاوز كل الحدود.