طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، الاثنين الماضي، صفحات الملف الجنائي 13/153، بإدانة المتهم (ع.ش) بثلاث سنوات حبسا نافذا بعد متابعته، في حالة اعتقال، من أجل جناية "التغرير بقاصر، وهتك عرضها عنفا"، طبقا للفصلين 472 و485 من القانون الجنائي. وكانت المدعوة (ك.ع) تقدمت بشكاية مباشرة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، أرفقتها بشهادة طبية، تعرض فيها أنه بتاريخ رابع يوليوز الماضي، خرجت ابنتها القاصر(أ.ع)، البالغة من العمر أربع سنوات، رفقة شقيقتها الكبرى (س.ع) للاستمتاع باللهو واللعب بالحي، وما هي إلا لحظات قليلة حتى عادت الأخيرة إلى المنزل، لتخبرها أن حلاق الحي، ويدعى (ع.ش)، استدرج شقيقتها الصغرى (أ.ع) إلى الصالون الذي يعمل به، بعدما أغراها بمضخة صغيرة للماء يستخدمها في مهنته. وأضافت الأم المشتكية أنها أصيبت بالذهول، ودون سابق تفكير هرولت في اتجاه الصالون المذكور، الذي لم تجرؤ على اقتحامه، إذ اكتفت بالمناداة على صغيرتها من الخارج، مبرزة أنه وأمام إصرارها لم يجد المتهم بدا من إخراج الصبية من محله، موضحة أنها حينما أخذتها بين يديها، وتفرست في تقاسيم وجهها تبين لها أنها تعرضت لسوء، ما جعلها تستفسرها عما ألم بها، قبل أن تطلعها صغيرتها ببراءتها الطفولية أن المشتكى به قام بتقبيلها من فمها، ليعمد في خطوة ثانية إلى تجريدها من سروال منامتها ثم جعل يمرر جهازه التناسلي على فتحة دبرها ماضيا في نزواته. وتابعت المشتكية أنه نتيجة هول الخبر، اقتحمت على المعني بالأمر محله وواجهته بالواقعة، وتحلق ساعتها حشد غفير من الجيران، الذين حاولوا تهدئة روعها، مشيرة إلى أنه في اليوم الموالي أخذت ابنتها إلى طبيب أخصائي، الذي أكد لها أن فلذة كبدها وقعت ضحية اغتصاب، إذ سلمها شهادة طبية بلغت مدة العجز بها 15 يوما. وهي التصريحات عينها التي أدلت بها الضحية القاصر (أ.ع) عند الاستماع إليها في محضر قانوني، بحضور والدتها، موضحة أنها بينما كانت تلعب بالزقاق خرج الحلاق من محله، ونادى عليها مخبرا إياها أنه سيمكنها من مضخة صغيرة للماء بغرض اللعب بها، قبل أن يدخلها إلى الصالون ويقفل بابه، مبرزة أنه جلس فوق كرسي وأخذها فوق ركبتيه، وبدأ يقبلها من فمها ويلعقه بلسانه، ليعمد بعد ذلك إلى خلع سروالها وتبانها وشرع في ملامسة فتحة مؤخرتها بجهازه التناسلي، فبدأت تبكي وتصرخ وأخبرته أنها ترغب في الذهاب إلى المنزل، إلا أنه أحكم قبضته عليها مانعا إياها من تخطي عتبة صالون الحلاقة، وتمادى في إشباع نزواته، إلى أن سمع نداء والدتها. من جهته، اعترف المتهم (ع.ش)، من مواليد 1972 بمكناس، بالمنسوب إليه، مصرحا أنه قام فعلا بهتك عرض الطفلة القاصر، ظنا منه أنها لن تتمكن من إخبار والديها بالواقعة، موضحا أنه انتهز فرصة وجودها بمفردها بالقرب من الصالون الذي يمارس به مهنة الحلاقة، ليستدرجها بسهولة بعدما أغراها بمدها بالمضخة المذكورة، قبل أن يختلي بها وينزع سروالها ويشرع في تلبية رغبته الحيوانية، التي لم ينجح في تحقيقها بسبب حضور والدتها، التي أخذت تنادي عليها بأعلى صوتها من الخارج. وأثناء جلسة المحاكمة، التي احتضنتها قاعة الجلسات رقم 1 باستئنافية مكناس، أحضر المتهم في حالة اعتقال، وبعد التأكد من هويته، قررت المحكمة مناقشة القضية في جلسة سرية لمساسها بالأخلاق العامة، إذ استمعت الهيئة القضائية إلى الضحية ووالدتها، فأكدتا مضمن تصريحاتهما التمهيدية، قبل أن تتنازل الأخيرة عن شكايتها في مواجهة المتهم، الذي أنكر المنسوب إليه، متراجعا بذلك عن اعترافاته السابقة.