على مدى أربعة أيام بمراكش، انخرط صحافيون وفاعلون جمعويون في ورشات عمل تقنية متواصلة لتعلم تقنيات رصد انتهاكات حرية الإعلام. جرى ذلك في إطار الدورة التكوينية الثانية لرصد انتهاكات حرية الإعلام والتعبير، التي تنظمها بوابة المجتمع المدني مغرب مشرق "جسور" (منتدى بدائل المغرب)، بتعاون مع الجمعية الإيطالية "أون بونتيبور" (جسر إلى)، الهادفة إلى دعم حرية التعبير في المنطقة المغاربية المشرقية. وأشرف على تأطير الدورة الثانية، التي امتدت أيام الخميس والجمعة والسبت وأمس الأحد، الإعلامي التونسي بلحسن بنهدوس، عن منظمة مراسلون بلا حدود سابقا، إذ وضع أمام المتدربين منهجية عملية رصد انتهاكات حرية الإعلام في إطار عمل تشاركي، وأوضح الفرق بين حرية الإعلام وحرية التعبير، وأخلاقيات مهنة الصحافة (التي تعتمد على الاستقلالية، والتحلي بالحياد، واعتماد التحري والتحقق، وضمان التعددية لتحقيق التوازن... ) ثم المبادئ العامة لعمل راصد انتهاكات حرية الإعلام، وتقنية الرصد، وأنواع انتهاكات حرية الإعلام (من اعتداءات جسدية ولفظية واعتقال احتياطي وتهديد وإهانة، وسحب أدوات العمل، والحجب، وإغلاق المؤسسات الإعلامية...)، وأنواع المنتهكين لهذه الحرية، وكيفية إنجاز عملية الرصد وفق بطاقة تقنية، تهدف إلى تجميع هذه الانتهاكات وتتبعها، والإبلاغ عنها والسعي إلى نشرها في تقارير وإحصائيات تهدف إلى التقليل منها وحصرها. وقال محمد الغطاس، منسق بوابة المجتمع المدني مغرب مشرق "جسور" إن هذا التكوين يأتي في إطار سلك الدورات التكوينية التي تنظمها البوابة، في إطار مشروع تكوين قدرات الفاعلين والفاعلات في مجال الإعلام، في المنطقة المغاربية والمشرقية، إذ جرى تنظيم الدورة الأولى في ماي الماضي، في مراكش، أيضا، من تأطير خبراء مغاربة وأجانب، ومتخصصين في حرية الإعلام والتعبير. وأضاف الغطاس في تصريح ل "المغربية" على هامش ورشات التكوين، إن الدورة الثانية تأتي لتأسيس الجوانب العملية لرصد الانتهاكات والتجاوزات، التي قد تستهدف حرية الإعلام في المغرب، من خلال مجموعة من الورشات التقنية، فضلا عن كونها تكميلية للدورة الأولى، التي تمحورت حول المبادئ والمفاهيم القانونية، التي تنظم حرية الصحافة والإعلام في المغرب، وكذلك التعرف على الهيئات الدولية والوطنية التي ترصد الخروقات، وتصدر تقارير حول حرية التعبير في المغرب. وأوضح الغطاس أن الدورة الثانية تطرقت أكثر للجوانب العملية، والخروقات وتصنيفها وفق قاعدة من البيانات خاصة لعملية الرصد، وتوثيق الخروقات والتجاوزات، التي تطال حرية التعبير وكذلك طريقة إصدار التقارير، وأساسا على الآلية التنظيمية التي ستؤول إليها عملية الرصد والتتبع لانتهاك حرية التعبير والإعلام في المغرب. وأبرز منسق بوابة المجتمع المدني مغرب مشرق "جسور" أن سلك الدورات التكوينية التي تشرف عليها البوابة، اختارت صحافيين وصحافيات ومناضلين ومناضلات في الجمعيات المهتمة بحرية الإعلام والتعبير في المغرب، لتكون الفئة المستهدفة من التكوين، في أفق تكوين راصدين وراصدات سيشكلون شبكة الرصد، فضلا عن تنمية قدراتهم المعرفية في ما يتعلق بالتعامل مع قاعدة البيانات الخاصة بعملية الرصد. وأشار الغطاس إلى أن الدورات المقبلة ستركز على ما هو تقني أكثر حول استعمال قاعدة البيانات، وحول إدخال المعلومات واستخراجها وتتبعها، وكل ما يتعلق بتوثيق الخروقات والانتهاكات التي تطال حرية الإعلام والتعبير، مضيفا أن البوابة أصدرت دليلا لرصد هذه الانتهاكات، عبارة عن كتيب، يشمل الفصول التي تكفل حرية الإعلام والتعبير في الدستور المغربي وقانون الصحافة والنشر والمواثيق الدولية، فضلا عن منهجية الرصد والعدة العملية لإنجازها، وبطاقة تقنية لرصد حالة خرق أو تضييق على حرية التعبير والإعلام. وأكد الغطاس أن البوابة تسعى إلى إخراج الفكرة التي تبلورت خلال هذه الدورة، والمتممة للنقاش الدائر في الدورة الأولى، وهي تكوين شبكة لرصد الانتهاكات والتجاوزات التي تطال حرية التعبير والإعلام في المغرب، إذ ستكون شبكة مكونة من الجمعيات الفاعلة في الموضوع ومن أشخاص ذاتيين (فاعلون وصحافيون ومناضلون في ميدان حرية الإعلام والتعبير والتواصل)، وسيكون هدفها الأساسي الدفاع عن الحق في الوصول إلى المعلومة إلى جانب الاهتمام بالشأن الصحفي والإعلامي. وتعمل بوابة المجتمع المدني مغرب مشرق "جسور" إلى دعم قدرات الجمعيات والحركات الاجتماعية في المنطقة المغاربية المشرقية لاستغلال تقنيات وتكنولوجيا الإعلام والتواصل للتعريف بأنشطتها والتشبيك والتنسيق مع جمعيات وحركات أخرى على مستوى المنطقة المغاربية المشرقية وعلى المستوى الدولي.