كتبت صحيفة "الجزائر نيوز"، في مقال تحت عنوان "الدرس المغربي"، أن تطور الصناعة السينمائية بالمغرب الذي حصد، أخيرا، الثلاث جوائز الكبرى لمهرجان الفيلم المغربي بالجزائر العاصمة، يضع الفن السابع الجزائري أمام تناقضاته الذاتية". ورد في المقال "أن هؤلاء المبدعين السينمائيين المغاربة بجذبهم للجمهور الجزائري من خلال سحر ودقة ما قدموه من عمل سينمائي، جددوا، بطريقة غير مباشرة، النقاش بالجزائر حول الأسباب العميقة وراء تردي الصناعة السينمائية في البلاد منذ أزيد من عقد من الزمن". واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن "معظم مخرجي الجزائر ممن شاهدوا العروض المغربية بدوا مشدوهين كذهول التلميذ أمام أداء المدرس". وأفاد نقاد فنيون جزائريون أن لهذه الصناعة السينمائية مقومات أحدها أن "السلطات الثقافية بالمغرب اختارت مواكبة الثورة الفنية والتكنولوجية"، وأعربوا عن الإعجاب الشديد بمستوى الحرية، الذي يطبع أي عمل فني مغربي وبرقي لغة الصورة فيه. وحصدت الأفلام المغربية معظم جوائز المهرجان السينمائي المغاربي الأول، الذي نظمته الجزائر من 3 إلى 8 نونبر الجاري، بمشاركة 35 فيلما (11 فيلما طويلا، و15 قصيرا، و9 أفلام وثائقية) من الجزائر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا، فيما اقتصرت مشاركة ليبيا في لجنة تحكيم المهرجان. وعادت الجوائز الكبرى للمسابقات الثلاث للمهرجان للسينما المغربية، ففي فئة الأفلام الروائية الطويلة فاز "يا خيل الله" لنبيل عيوش بجائزة "الأمياس الذهبي" وقيمتها 15 ألف دولار أمريكي، وتوج فيلم "زيرو" لنورالدين لخمري بجائزة أحسن سيناريو(10 آلاف دولار أمريكي)، ونال فيلم "أندرومان" لمخرجه عز العرب العلوي لمحارزي جائزة أحسن دور نسائي، من خلال الأداء المتميز للممثلة المغربية جليلة التلمسي، وقيمتها ألفا دولار أمريكي. وفي صنف الأفلام الوثائقية فاز فيلم "نساء خارج القانون" للمخرج المغربي محمد العبودي بجائزة "الأمياس" الذهبي (10 آلاف دولار أمريكي)، وعقب تتويجه صرح العبودي بأن "الثقافة هي الطريق الوحيد للاتحاد المغاربي"، من جهتها ثمنت رئيسة لجنة التحكيم فضيلة الطيب المشاركة المتميزة للأفلام الوثائقية على اعتبارها المدرسة الحقيقية والأولى في السينما. وفي فئة الأفلام القصيرة، فاز فيلم "أنتروبيا" للمخرج المغربي ياسين ماركو بالجائزة الأولى (7 آلاف دولار أمريكي)، ونوهت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، التي ترأسها المخرج الجزائري رابح لعراجي، بالفيلم المغربي "فوهة" للمخرج عمر مولدويرا، وسجلت اللجنة إعجابها بالمستوى الراقي للمشاركة المغربية والمغاربية في فئة الأفلام القصيرة، والحضور القوي لعنصر الشباب واختياره للمواضيع المتعلقة بالواقع المغاربي. وأجمعت لجان تحكيم المسابقات الثلاثة على تألق الأفلام المغربية بفضل "التقنية العالية للصورة والصوت وتنوع المواضيع وجدتها"، مشيرة إلى أن الأيام السينمائية المغاربية أعطت صورة جيدة لحجم الإبداع والتميز الذي تتمتع به دول المغرب العربي. يذكر أن الأفلام المغربية المتوجة بالمهرجان، سبق لها الحصول على العديد من الجوائز المهمة من مختلف المهرجانات الدولية والعربية، ففيلم "يا خيل الله" سبق له الفوز بأزيد من 20 جائزة أبرزها جائزة "فرانسوا شالي" من "كان"، وجائزة لجنة التحكيم المهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني بنامور، والجائزة الكبرى للدورة 57 للأسبوع الدولي للسينما ببلد الوليد. وحصد فيلم "زيرو" للخماري أزيد من 10 جوائز، وتربع على قائمة شباك التذاكر المغربية برسم السنة الجارية، أما فيلم "أندرومان من دم وفحم" للعلوي المحارزي فسبق له الفوز، أيضا، بأزيد من 10 جوائز من أبرزها جائزة أحسن ممثلة من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط.