أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الاثنين، بمكناس، على تدشين مركز للتكوين وتنشيط النسيج الجمعوي، وعلى إعطاء انطلاقة برنامج التكوين ودعم التشغيل الذاتي في حرف البناء، بما يعطي دفعة قوية لمشاريع وبرامج مؤسسة محمد الخامس للتضامن. تؤكد هذه المبادرات، التي تأتي لتعزيز البعد التضامني الذي تكرسه النسخة 16 من الحملة الوطنية للتضامن (من 9 إلى 17 نونبر الجاري)، مرة أخرى، أهمية دعم العمل الجمعوي، والمركزية التي تحظى بها فئة الشباب، والحرص الملكي الراسخ على تمكينهم، لاسيما أولئك المتحدرين من أسر معوزة، من اندماج سوسيو- مهني أفضل. كما تندرج هذه المبادرات ضمن خيارات مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعتبر أن نجاح كل مشروع اجتماعي يرتبط ارتباطا وثيقا بالبنية السليمة للنسيج الجمعوي المحلي وبالمساهمة الفعلية للشباب، القوة الحية للأمة في التنمية السوسيو- اقتصادية للبلاد. هكذا، فإن مركز التكوين وتنشيط النسيج الجمعوي، المنجز باستثمار إجمالي قدره 4,5 ملايين درهم، يروم تعزيز قدرات الجمعيات المحلية وتعاونيات جهة مكناس- تافيلالت، ومصاحبة الجمعيات والتعاونيات الموجودة في طور الإحداث. كما يهدف المركز الجديد المشيد على أرض مساحتها 1613 مترا مربعا، تطوير الحركة الجمعوية من خلال تعزيز وتحسين القدرات المؤسساتية للجمعيات، من أجل مشاركة قوية وفعالة في مسلسل التنمية المستدامة، الديمقراطية والمندمجة. وبخصوص برنامج تكوين ودعم التشغيل الذاتي في حرف البناء، فيروم دعم مبادرات الشباب خريجي مراكز التكوين المهني، ودعم التشغيل الذاتي، ومحاربة البطالة، والإدماج السوسيو- مهني للشباب الخريجين المتحدرين من أسر معوزة. وسيهم البرنامج، الذي سينجز على ثلاث مراحل، خلال الفترة ما بين 2013 و2016، جهات مكناس- تافيلالت (المرحلة الأولى)، وكل من الدارالبيضاء الكبرى وفاس- بولمان. ورصدت للمرحلة الأولى من هذا البرنامج استثمارات بقيمة 6,227 ملايين درهم، حيث سيستفيد منه 100 من الشباب خريجي مراكز التكوين المهني في قطاع البناء (نجارة الألمنيوم، كهرباء البناء، الصباغة، الترصيص، البناء، نجارة الخشب، النجارة الحديدية، الرسم، الجبس، التبريد والتكييف)، الحاملين لمشروع للإدماج الذاتي. وتهم المرحلة الأولى تحديد وتصميم المشاريع المقترحة من طرف المستفيدين، والتكوين التكميلي للأشخاص المستهدفين، واقتناء التجهيزات (5,527 ملايين درهم)، ومنح الدعم المالي لإحداث وتنفيذ الأنشطة (500 ألف درهم)، إلى جانب مصاحبة المستفيدين بغية ضمان تطور واستدامة مشاريعهم (200 ألف درهم). ويعد تنفيذ المرحلة الأولى ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ومركز محمد السادس لدعم القروض الصغرى التضامنية، والفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية (فرع جهة مكناس- تافيلالت). وبهذه المناسبة، سلم جلالة الملك، حفظه الله، تجهيزات متنوعة تتعلق بقطاع البناء والأشغال العمومية ل100 شاب من خريجي مراكز التكوين المهني بجهة مكناس- تافيلالت، والذين تم انتقاؤهم في إطار المرحلة الأولى من هذا البرنامج، والمتحدرين من أقاليم الرشيدية، وخنيفرة، وميدلت وعمالة مكناس.