أكد سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى، الخميس المنضي، أن المملكة ترحب بعودة مالي إلى الأسرة الفرنكوفونية، وتجدد دعمها لجهوده في سبيل تعزيز سلطة الدولة والسلم والأمن في جميع أنحاء البلاد. وخلال مداخلته أمام الدورة 29 للمؤتمر الوزاري للفرنكوفونية، الذي انطلقت أشغاله أول أمس بباريس، جدد السفير إدانة المغرب للفعل الشنيع الذي أودى بحياة صحافيين كانا يشتغلان في إذاعة فرنسا الدولية، معربا عن مواساته لعائلات الضحيتين وتضامنه مع مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية. وأكد بنموسى أن المغرب يرفض الإرهاب أيا كانت دوافعه ومبرراته، ويدعو إلى تكثيف الجهود وتنسيقها للقضاء على هذه الآفة، التي تشكل تهديدا للتضامن والأمن في عدد من مناطق العالم، سيما في منطقة الساحل والصحراء. وعلى صعيد متصل، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن المملكة تعرب عن تضامنها مع مصر وتونس وتأمل في العودة إلى النظام الدستوري في هذين البلدين. وبخصوص الأوضاع في جمهورية إفريقيا الوسطى، يضيف بنموسى، فإن المغرب يجدد استعداده للانضمام إلى المبادرات الرامية إلى مساعدة هذا البلد على تحقيق وحدته الوطنية وإعادة إطلاق المسلسل الديمقراطي. وأبرز السفير أن المغرب، الذي يعرب عن كامل دعمه للبلدان التي تجتاز أزمات أو تلك التي تمر بمرحلة انتقالية، يأمل في أن يسهم التزام مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية وجهود المنظمة الدولية للفرنكوفونية في حشد التضامن الدولي الضروري لاستعادة الوضع في هذه البلدان. كما جدد بنموسى، في هذا الصدد، استعداد المغرب لتقاسم خبرته في مجال الإصلاحات الديمقراطية والمؤسساتية وتقديم المساعدة للانتقالات السياسية التي تحتاج إلى دعم في إطار التعاون جنوب-جنوب. من جهة أخرى، أبرز السفير التزام المغرب داخل المنظمة الدولية للفرنكوفونية، مذكرا بأن المملكة تدعو إلى تعزيز التنمية المستدامة في عمل المنظمة، بتمكينها من الآليات المناسبة من أجل المساهمة، بشكل أكبر وأفضل، في مسلسل إعادة تدعيم العلاقات الدولية. وفي ما يخص حوار الثقافات والحضارات فإن المغرب، يضيف بنموسى، يشيد بكون المنظمة الدولية للفرنكوفونية انخرطت في سياق دينامية جديدة لتعزيز أجواء الحوار بين مختلف المكونات الثقافية والدينية للفضاء الفرنكوفوني. وأشار بنموسى إلى أن المغرب يعتبر أن تجسيد هذا النوع من الدينامية داخل المنظمة، سيسمح بخدمة مصالح مشتركة جديدة تمكن من إطلاق مشاريع للتضامن والتعاون والاندماج. وخلص السفير إلى أن المملكة التي انخرطت بشكل متميز في التطورات التدريجية لمنظمة الدولية الفرنكوفونية، على قناعة قوية بقدرتها على التكيف مع التغييرات الكبيرة والاضطرابات العميقة التي يشهدها العالم، مضيفا، في هذا السياق، أن المغرب يعرب عن أمله في أن يتم إعطاء نفس جديد لدينامية الإبداع، وأن يتم تطوير بنيات فكرية وعملية داخل المنظمة من أجل التعامل مع التحديات المتعددة التي تواجه الدول والأمم. وتتمحور أشغال هذه الدورة بالخصوص حول حالات الأزمات والانتقال في الفضاء الفرنكوفوني، وكذا التحضير للقمة 15 للفرنكوفونية المزمع انعقادها بالسينغال العام المقبل.