افتتح معرض "النور في فن العالم الإسلامي وعلومه" الذي تحتضنه مدينة إشبيلية (جنوب إسبانيا) بمبادرة من مؤسسة فوكاس-أبينجوا، أبوابه أمس الجمعة أمام العموم مقدما نحو 150 تحفة فريدة تعكس التحالف بين النور والفن والعلوم في الحضارة الإسلامية. ويهدف هذا المعرض، الذي يضم مجموعة من التحف استعيرت من متحف دار البطحاء والنجارين بفاس والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تعزيز العلاقات الثقافية الدولية، وتقييم وتعميم ودراسة التراث الثقافي للحضارات الإسلامية من خلال التحف الفريدة، إلى جانب ترسيخ قيم السلام والتعايش. كما يشكل المعرض رحلة تمر بمواضيع مختلفة، كل واحد منها هو بمثابة بؤرة ومرحلة متميزة تتناول فن الإضاءة في مخطوطات ومنقوشات ومنحوثات تنتمي إلى أماكن مختلفة من العالم الإسلامي بزخرفة غنية وأقراص شمسية وصفحات زخرفية على نمط السجاد. ويعكس المعرض التحالف بين النور والفن والعلوم في الإبداع الفني الإسلامي منذ القرن الثامن كما يبرز غنى وتنوع الفن الإسلامي، الذي تحتفظ مواضيعه بلغة فنية مشتركة وموحدة من إسبانيا إلى الصين عارضة الوحدة في نطاق التنوع الشامل في الإسلام. وفي هذا الصدد، قالت المديرة العامة لمؤسسة فوكاس-أبينجوا أنابيل موريو ليون أمس بإشبيلية، في كلمة في تقديم هذه التظاهرة، "إن هذا المعرض هو الأول من نوعه في العالم" مشيرة إلى أن "تجميع ال150 تحفة التي يحتوي عليها تطلب نحو أربع سنوات من العمل والاتصالات". وأضافت موريو ليون أن هذا الحدث، الذي سيستمر إلى غاية التاسع من فبراير المقبل، يشتمل على مجموعة من التحف المختلفة والمتنوعة، تتوزع بين مخطوطات وقطع ومطبوعات نادرة خطت وطبعت في أكثر من اثني عشر بلدا، من بينها المغرب. وبالنسبة للمديرة العامة لمؤسسة فوكاس-أبينجوا فأن هذا المعرض، الذي يجمع لأول مرة مجموعات خاصة وأخرى عامة، يعد أهم حدث تنظمه المؤسسة، التي تروم تشجيع الثقافة بأبعادها الدولية، بتعاون مع متحف دالاس للفنون والدول المشاركة في هذه التظاهرة. ومن جهتها، قالت التونسية صبيحة آل خمير، القيم على هذه التظاهرة، إن التحف المقدمة في هذا المعرض تعود إلى الفترة الممتدة ما بين القرنين التاسع والعشرين ميلاديين، مشيرة إلى أن هذا الحدث الثقافي والفني سيضم أعمالا وإبداعات سيتم عرضها لأول مرة. وأضافت صبيحة، المديرة العامة السابقة لمتحف الفن الإسلامي بالدوحة، أن هذا المعرض، الذي يحضره 17 بلدا من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط ومن الولاياتالمتحدة، يعطي دفعة جديدة لفوكاس- أبينجوا والدول المشاركة بغية تعزيز التعايش بين الثقافات والأديان والحوار بين الحضارات عبر الفن. وخلصت إلى أن تعاون 25 متحفا وخمس منظمات خاصة جعل من الممكن تنظيم هذا المعرض الذي يتوزع على عدة محاور منها "النور كرمز عالمي"، و"النور كاستعارة مشتركة على سبيل المجاز"، و"الشفافية واللون"، و"فن الإضاءة" و"نور المعرفة: الطب والصحة"، ثم "هندسة الضوء". وبعد إشبيلية سيحط معرض "النور في فن العالم الإسلامي وعلومه"، الذي تميز حفل افتتاحه بحضور شخصيات من عوالم السياسة والدبلوماسية والإبداع، الرحال بمتحف دالاس للفنون في الفترة الممتدة ما بين 30 مارس و29 يونيو 2014، ليكون بذلك أول معرض من نوعه يقام في أمريكا الشمالية. يشار إلى أن مؤسسة فوكاس-أبينجوا، ذات المنفعة العامة ولا تتوخى الربحية، تلتزم منذ تأسيسها سنة 1982، بالإسهام في التقدم الاجتماعي والإنساني، والمحافظة على البيئة والتراث، وبالدفاع عن التنوع الثقافي، كما تدعم السياسات الرامية إلى تحسين الرعاية والتعليم والثقافة والعمل العلمي والبحث والتطور التكنولوجي.