تبدأ فعاليات الدورة السابعة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، غدا الخميس، في قصر الإمارات وتستمر لغاية يوم 2 نونبر بفعاليات متنوعة من أبرزها إدراج أربعين من العروض العالمية الأولى. النجمة السنمائية جنيفر أنيستون تفتتح الدورة الجديدة بالفيلم الأمريكي "حياة الجريمة" للمخرج دانيال شيكتر، الذي يجمع النجمة جنيفر أنيستون بتيم روبنز وجون هاوكس، ووصف العمل بأنه "المشروع الحلم" بالنسبة إليه. وتدور أحداثه حول أصحاب سوابق خرجوا لتوهم من السجن وقرروا العودة إلى ماضيهم عبر مزاولة النصب. ويشارك عدد قياسي من الأفلام القادمة من العالم العربي في مسابقات المهرجان المختلفة، وستحتفي أبوظبي بالعرض السينمائي العالمي الأول للكثير منها، وفضلا عن ذلك، أَفرد المهرجان برنامجا خاصا لعرض تسعة أفلام تحتفي بمجموعة مميزة من السينمائيين العرب عبر سلة عروض لباكورة أعمالهم السينمائية التي قدمت في ذلك الوقت مؤشرا لأعمالهم المستقبلية. يقول علي الجابري، مدير مهرجان أبوظبي السينمائي، "يجتهد مهرجان أبوظبي السينمائي في استضافة السينما العربية ويوفر لها فرصة التنافس على قدم وساق مع الإنتاجات السينمائية العالمية. ولهذا السبب تعرض الإنتاجات السينمائية العربية جنبا إلى جنب مع الإنتاجات العالمية في المسابقات الرئيسية، وفضلا عن استقبال الأعمال السينمائية العربية المميزة إلى الإمارات العربية المتحدة، فإن مهمتنا تكمن بإطلاع العالم على أفضل تلك الإنتاجات. يضيف الجابري "يمكننا القول إن هذا العام، وللمرة الثانية، هو الأفضل لجهة الحضور القوي للفيلم الوثائقي. وبفضل الدعم المالي لمؤسسات التمويل في المنطقة مثل "سند"، والمشاريع ذات الميزانيات المعقولة والتخطيط الزمني الدقيق استطاعت السينما الجديدة تطوير لغتها السينمائية في المنطقة. كما يمكن القول إن مهرجان أبوظبي السينمائي ليس مجرد مكان لمشاهدة الأفلام، إنما هو مقر لانطلاق شارة البدء في الإنتاج". وبالإمكان متابعة الأعمال السينمائية العربية في عروضها السينمائية العالمية الأولى ومنها الفيلم الإماراتي الذي طال انتظاره "جن" للمخرج الأمريكي توب هوبر، صاحب "مذبحة تكساس" (1974)، عبر إعادة اكتشافه أخيرا على الشاشة، إذ يفتخر مهرجان أبوظبي السينمائي باستضافة العرض العالمي الأول لهذا الفيلم، وهو من إنتاج شركة "إيمج نيشن" التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها. وينتظر المهرجان بالكثير من الحماسة عودة الممثلة هيام عباس بصحبة آخر أعمالها السينمائية فيلم "سلام بعد الزواج" لغازي وبندر البعليوي في عرضه السينمائي العالمي الأول، حيث ستكلل أيضا بجائزة "اللؤلؤة السوداء" للإنجاز الفني عن مجمل أعمالها الاستثنائية. وتشمل مسابقة الأفلام الوثائقية أربعة أشرطة، جميعها في عرضها السينمائي العالمي الأول، وهي "بلح تعلق تحت قلعة حلب" للمخرج اللبناني محمد سويد، و"قيادة في القاهرة" للمخرج المصري شريف القشطة، و"جَمل البروطة" للمخرج التونسي حمزة عوني، و"همس المدن" للمخرج العراقي قاسم عبد. وفي مسابقة "آفاق جديدة"، تشارك المصرية أيتن أمين في باكورتها "فيللا 69" المدعوم من صندوق "سند" في عرضه السينمائي العالمي الأول. فيما تشمل الانتاجات السينمائية العربية ضمن هذه المسابقة فيلم "زرافاضة" للمخرج الفلسطيني راني مصالحة الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورينتو السينمائي الأخير، ومثله، وفي عرضه الثاني، تحضر الدراما السوداء في "بستاردو" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي في مهرجان أبوظبي السينمائي، بعد إطلاق عرضه العالمي في مهرجان تورينتو السينمائي. وسيحضر فيلم المخرج الكردي العراقي هشام زمان "قبل سقوط الثلج"، ضيفا للمرة الثانية على المهرجان. وكما أيتن أمين، فقد سبق لهشام زمان أن شارك في "مسابقة الأفلام القصيرة" للمهرجان وفاز بجائزة اللؤلؤة السوداء عام 2007. أما في "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" تضمن البرنامج أربعة أفلام بين خمسة عشر فيلما، وهي فيلم هينر سليم "بلادي الحلوة.. بلادي الحادة" المدعوم من صندوق "سند"، وكان شارك في "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الأخير، وفيلم "فرش وغطا" للمخرج المصري أحمد عبد الله، الذي دشن عرضه العالمي الأول في مهرجان تورينتو الشهر الماضي، ويحضر العراقي محمد جبارة الدراجي، الفائز بجائزة مجلة فرايتي المخصصة لصناع الفيلم في الشرق الأوسط، وبمعيته جديده "تحت رمال بابل"، حيث سيدشن عرضه العالمي الأول في أبوظبي. وستكون مسابقة "الأفلام الروائية" على موعد مع عمل الجزائري مرزاق علواش "السطوح"، الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الدولية لمهرجان فينيسيا لهذا العام، وسيكلل مرزاق علواش هذا العام بجائزة مجلة "فرايتي" المكرسة لمخرجي الشرق الأوسط، بعدما حاز على تقدير دولي عال على مدى عقود، واعتُبر من أهم المخرجين الجزائريين. وبعيدا عن فيلمه "السطوح"، سيعرض المهرجان أيضا، باكورته "عمر قتلته الرجولة" (1974). وكجزء من برنامج خاص يحتفي ب "مختارات من الأعمال الروائية الأولى لمخرجين عرب"، وفيها ستحضر تسعة أعمال للمبدعين العرب. وستتضمن قائمة الأفلام المعروضة "عرق البلح" للراحل رضوان الكاشف، و"الرحلة الكبرى" لإسماعيل فروخي، و"حلفاوين: عصفور السطح" لفريد بوغدير، و"بيروت الغربية" لزياد دويري، و"صمت القصور" لمفيدة تلاتلي. وستكون قائمة الخيارات السينمائية الموزعة على فقرات البرنامج مناسبة جديدة لمحبي السينما بمتابعة عرض 16 فيلما روائيا جديدا في "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة"، و15 فيلما سينمائيا ضمن "مسابقة آفاق جديدة"، و14 فيلما وثائقيا، وهناك 26 فيلما ل "عروض السينما العالمية". فضلا عن برنامج مؤلف من 9 أفلام يحتفي بباكورة أعمال مجموعة من السينمائيين العرب التي حققت حضورها في المشهد السينمائي العربي والدولي، منها "بيروت الغربية" للبناني زياد دويري، و"أحلام المدينة" للمخرج محمد ملص. وسيكون عشاق السينما على موعد مع السينما الكلاسيكية المرممة، على رأسها شريط "أطلب الرمز (ميم) للقتل" لسيد التشويق ألفريد هيتشكوك. يرصد المهرجان العديد من الجوائز المالية ضمن عدد من المسابقات، منها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية، التي تنقسم بدورها إلى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومختارات دولية مختلفة من الأفلام الروائية الطويلة ومختارات دولية من الأفلام الوثائقية الطويلة، إضافة إلى مسابقة آفاق جديدة ومسابقة "مختارات دولية من الأفلام الروائية الطويلة" لمخرجين في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية ومسابقة الأفلام القصيرة ومختارات دولية من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة. إلى جانب مسابقة أفلام الإمارات الخاصة بالأفلام القصيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهي مسابقة مخصصة للمواهب السينمائية الخليجية إلى جانب مسابقة الجمهور تحت عنوان "اختيار الجمهور"، كما أحدثت خلال هذه الدورة جائزة جديدة هي "جائزة حماية الطفولة" وتمنح لأحسن فيلم يدعم قضايا حقوق الطفل في العالم وتعد جائزة "اللؤلؤة السوداء" هي الجائزة الكبرى للمهرجان. ويحتفي المهرجان هذه السنة بمرور مائة عام على بدء مسيرة السينما الهندية بوصفها إحدى أبرز السينمات العالمية التي استطاعت أن تفرض نتاجها على السوق السينمائية العالمية، وأن ترفد الفن السابع بقامات إبداعية ما زالت عالقة في ذاكرة عشاق السينما بالعالم.