عبرت المخرجة المغربية فريدة بورقية، خلال مناقشة فيلمها التاريخي "زينب زهرة أغمات"، يوم الأربعاء الماضي، ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، عن اقتناعها التام بوجود جملة من النقاط الواجب تداركها في الفيلم تخص الشخصيات، والأحداث وأمور أخرى، خاصة إذا ما تم إنجاز جزء ثان لهذا العمل. المخرجة المغربية فريدة بورقية أشارت المخرجة المغربية إلى التأثير الكبير الذي شكله ضعف الدعم المادي على الفيلم، هو من جعله بعيدا بعض الشيء عن الفكرة الأصل التي وضعتها في بادئ الأمر، إذ كان من المقرر نزوله على شكل مسلسل من ثلاثين حلقة، لكن عدم قبول التلفزة المغربية المجازفة بتمويل عمل من هذا الحجم، جعلها تفكر في اختزاله وتحويله إلى فيلم سينمائي، نظرا لاقتناعها التام بضرورة عدم التفريط في إنتاج تطلب تحضيره عملا مضنيا. وأثار تساؤل إحدى الإعلاميات المصريات، عن السبب الرئيسي وراء ضعف الدعم المادي للأفلام السينمائية المغربية، جدلا واسعا داخل قاعة الندوات، إذ اعتبره معظم الفاعلين السينمائيين والإعلاميين الحاضرين حجر عثرة يحول دون تقدم وتطور الصناعة السينمائية في المغرب. وشددوا على ضرورة الدفع بالقطاع الخاص إلى الاستثمار في هذا الميدان للرقي بالمنتوج السينمائي، ومقارعة كبار السينما العالمية، الشيء الذي أكدته المخرجة فريدة التي تحدثت عن اتصالها بما يقارب الخمسين شركة طلبا لتبني عملها التاريخي، دون الحصول على أي رد بالقبول. ولم يكن النقاش حكرا على الأمور المادية، حيث تطرق عدد من الحاضرين إلى نقاط متفرقة تخص الشخصيات، وبعض المشاهد، والأزياء المستعملة في هذا العمل، ومدى تطابقها مع الحقبة الزمنية التي يؤرخ لها الشريط، فيما كان الرد واضحا من صاحبة الفيلم التي قالت إن عبد الكريم أقلاش، مصمم أزياء الشريط التاريخي الشهير "الرسالة"، هو من سهر على إعداد أزياء "زينب زهرة أغمات". واستبعدت أن تكون هناك فوارق بين الواقع وما نقله الفيلم، مستدلة في ذلك بما عرف على عهد المرابطين من متاجرة في الأثواب، مضيفة أن تعاملها مع عدد من الأسماء جاء نتيجة اقتناعها التام بقدرتهم على العطاء في هذا النوع من الأعمال. وبررت المخرجة المغربية فريدة بورقية استبدالها للممثلة الكبيرة منى فتو، التي كان من المقرر تجسيدها لدور زينب النفزاوية، بالشابة فاطيم العياشي، بطبيعة الشخصية التي حتمت عليها التعامل مع فنانة أكثر شبابا وصغرا على مستوى السن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الممثلة المعروفة سهام أسيف كانت أول من رشح للعب هذا الدور إلا أن المواصفات المطلوبة في صاحبة الدور لم تتطابق مع مواصفاتها. ومن جهته قال كاتب سيناريو فيلم "زينب زهرة أغمات" منصف القادري إن عمله تطلب بحثا واجتهادا في الوقت نفسه، لإخراج هذا المولود السينمائي إلى النور، نظرا لقلة المراجع التاريخية التي تتناول هذه الشخصية الراسخة في ذاكرة المغرب القديم بالوصف والتحليل، مؤكدا أن ما قيل في حقها من طرف المؤرخين وكذا الشخصيات التاريخية تمحور حول جمالها، وعلمها بالدرجة الأولى، إذ حاول الجمع بين هذه المواصفات وتقديمها في عمل متكامل.