أشاد وزراء أفارقة وخبراء دوليون وأمميون، أول أمس الثلاثاء، بمقر الأممالمتحدةبنيويورك، بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبالتزامه لفائدة تنمية إفريقيا وصالح شعوب القارة مؤكدين أن النموذج التنموي المغربي، تحت قيادة جلالة الملك، يمثل "مصدر استلهام" بالنسبة لباقي بلدان القارة التي تتمتع بإرادة قوية لبلورة أهداف الألفية للتنمية. وقال وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية والغينيين بالخارج، عبدولاي فال، في خطاب خلال النقاش الذي نظم داخل المنظمة العالمية حول (إفريقيا ما بعد سنة 2015: أية أهداف لأي نموذج تنموي)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هامش أشغال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، "إننا نعبر عن تقديرنا الكبير لجلالة الملك للاهتمام الذي يوليه جلالته لتنمية إفريقيا". وأكد رئيس الدبلوماسية الغينية أنه "بفضل الدور الريادي لجلالة الملك، أصبح المغرب اليوم قطبا للتقدم والازدهار في إفريقيا"، مبرزا أن "نجاح النموذج الاقتصادي المغربي، في إطار مشروع مجتمعي متضامن، يتماشى مع المساعدة المهمة التي تقدمها المملكة لإفريقيا، من أجل مساعدة السكان الفقراء بالقارة على العيش حياة كريمة". وبخصوص الجهود المبذولة للبلدان الإفريقية لتحقيق أهداف الألفية للتنمية، لاحظ فال أن بعض البلدان الإفريقية تمكنت من تحقيق نمو وتقدم في مجال التربية والتعليم ومكافحة الأوبئة، مشددا على ضرورة أن ترفع بلاده تحديات المنافسة. وقال إن الأمر يتعلق بمخطط قاري عام "لضمان الأمن الغذائي وحماية البيئة". ومن جهته، عبر وزير الدولة الإيفواري، وزير الشؤون الخارجية، شارل كوفي، عن "امتنان" الكوت ديفوار، شعبا وحكومة، لجلالة الملك محمد السادس، لتنظيم هذا الاجتماع، وللاهتمام الذي يوليه جلالته للبلدان الإفريقية، ولإقلاعها الاقتصادي في إطار مقاربة حريصة على صالح شعوب القارة. ومن جانبه، اعتبر مدير مكتب التقرير حول التنمية البشرية ببرنامح الأممالمتحدة للتنمية، خالد مالك، أن "حجم الاستثمارات المغربية بإفريقيا أخذ منحى تصاعديا، خصوصا في القطاع البنكي والتجارة والمعادن والخدمات"، مضيفا أن النموذج التنموي المغربي يقدم نصائح وتوجيهات ثمينة لباقي بلدان القارة". وحسب مالك، فإن النقاش حول (إفريقيا ما بعد 2015) "يمثل فرصة لمناقشة مختلف سبل تحقيق تنمية القارة، التي شهدت معدل نمو ثابت خلال العقد الأخير، في مجال الاستثمارات وتدفق رؤوس الأموال والحكامة، وكذا انخفاض النزاعات المسلحة". من جهة أخرى، تحدث الخبير الأمريكي ومدير إفريقيا سانتر التباع لأطلانتيك كاونسيل، بيتر فام، عن "النبأ السعيد" الذي يؤكد أن "15 من بين 20 بلدا عبر العالم التي تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مجال بلورة أهداف الألفية للتنمية توجد في إفريقيا"، مضيفا أن بعض البلدان ما زالت تكافح من أجل تحقيقها في غضون الألف يوم التي تفصل عن التاريخ المحدد سنة 2015. وأكد فام أنه "بغض النظر عن الموارد الطبيعية، فإن إفريقيا تظل في موقع جيد للقيام بقفزة نوعية خلال السنوات المقبلة"، مضيفا أن المغرب يمثل، في هذا الصدد، نموذجا ناجحا يحتذى بالنسبة للبلدان الإفريقية، بالنظر إلى أن المملكة تعد من البلدان الخمسة الأولى بالقارة التي تستقبل الاستثمارات الأجنبية. وتابع أن المغرب "لا ينخرط فقط في إطار مشروع للتنمية البشرية، الذي يضع صالح المواطن في صلب اهتماماته، وإنما يلتزم بتقاسم تجربته مع إفريقيا".