قال الفنان المغربي الصاعد نعيم بلشكر إن الفنانين الشباب يواجهون العديد من المصاعب لولوج عالم الفن، كما أن أغلبهم يقعون في شراك بعض الانتهازيين والسماسرة ممن يسعون وراء المكاسب المادية، من خلال جمعيات ومؤسسات تدعي اكتشاف المواهب. الفنان المغربي الصاعد نعيم بلشكر أكد صاحب أغنية "أنا بغيت البيضة"، أن النجاح في برامج اكتشاف المواهب الشهيرة، مثل "أراب آيدول" و"إكس فاكتور" و"ذو فويس" يتطلب تضحيات كبيرة، مثل الانقطاع عن الدراسة أو العمل طيلة مدة المشاركة التي تمتد لشهور، ما يعني أن الفشل في المسار الفني يعني الغموض حول المستقبل. وأضاف، في حوار ل "المغربية"، أنه من الصعب التعامل مع الأسماء الكبيرة في عالم الفن، نظرا لسعيها هي الأخرى إلى شهرة أوسع عبر التعامل مع أسماء عالمية، عوض تضييع الوقت مع الشباب. كيف بدأت قصتك مع الفن؟ بدأت حكايتي مع الفن بالتردد على قاعات المعهد الموسيقي بالدارالبيضاء، إذ سعيت منذ طفولتي إلى التعرف على أسرار الموسيقى، وفي سن السادسة عشرة قررت الالتحاق رسميا بالمعهد، حيث تعلمت مبادئ العزف على آلة البيانو، والغناء على أيدي أساتذة كبار. ومن ثمة التحقت بفرقة للكورال وأجريت تدريبات مكثفة صقلت من خلالها موهبتي، ثم شاركت بعدها في برنامج غنائي لاكتشاف المواهب، نظمته إحدى الجمعيات، وتمكنت من الفوز بالمركز الأول، إلا أن المنظمين لم يفوا بوعودهم تجاه الفائزين. كيف ترى تجاوب الجماهير مع ما تقدمه من أعمال؟ خلال السنوات القليلة الماضية، أصدرت بعض الأعمال، لكنها لم ترق إلى مستوى تطلعاتي ولا تطلعات المستمعين، لما رافقها من صعوبات في الإنتاج، حالت دون نجاحها. إلا أن مشاركتي في بعض البرامج التلفزيونية مكنتني من التقرب أكثر من الجمهور، رغم صعوبة الصعود إلى القمة في الميدان الفني، في ظل غياب صناعة فنية حقيقية بالمغرب وأقصد هنا صناعة النجوم التي تستحيل بسبب قلة شركات حقيقية للإنتاج الفني وغياب شركات الدعم وضعف الإعلام الفني. رغم صعوبة الطريق، قررت الاستمرار وتمكنت من إصدار أول "سينغل" بعنوان "أنا بغيت البيضة" من كلماتي وألحان شقيقي الموزع والموسيقي سعد المغربي. ألا تفكر في التعامل مع أسماء فنية معروف للوصول الشهرة؟ هذه الخطوة مطمح لكل شاب صاعد، لأن الاحتكاك بفنانين كبار لهم قاعدة جماهيرية واسعة ودراية كبيرة بخبايا هذا المجال، يعود بالنفع لا محالة علينا نحن الشباب، لكن الإشكال يكمن في رفض معظمهم لهذه الشراكة، بدعوى حاجتهم للعمل مع أسماء أكبر منهم، تزيد من شهرتهم، عوض تضييع الوقت في العمل مع شباب صاعد، وهذا ما صرح به أحد الفنانين الكبار، خلال إحدى المقابلات الإذاعية التي كنت حاضرا فيها، ما دفعني إلى عدم السعي للبحث عن اسم معروف لكي يتبنى موهبتي. من الذي يساعدك في إنتاج أغانيك؟ أنتج أعمالي من مالي الخاص وبمساعدة بعض المقربين، خاصة أن المجال الفني يعيش أزمة خانقة تعصف بأحلام الشباب، تحول دونهم ودون المجد المنشود، لكن هذا لا يعني الاستسلام، بل لا بد من المثابرة والعمل، لعل أبواب النجاح تفتح على مصراعيها. ما يحز في النفس هو رفض بعض الملحنين المحترفين العمل مع شباب صاعدين، لأسباب مادية، مما يجبرنا على البحث عن شباب من هواة التلحين. هل الموهبة وحدها تكفي للوصول إلى النجومية؟ ينبغي على جميع الراغبين في ولوج عالم الأضواء المزاوجة بين الدراسة والفن، لأن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة نجم حقيقي، بل لا بد من الإلمام بالمقامات الموسيقية، والطرق الصحيحة للعزف على الآلات الموسيقية ودراسة الأدب لتذوق الشعر وفهم معاني الكلمات التي تعتبر الحلقة الأقوى في صناعة أي أغنية ناجحة. هل من الممكن أن تغني باللهجة الخليجية أو المصرية، أو غيرها على غرار من سبقوك من شباب؟ بالفعل، قد أقوم بذلك إن أردت إيصال صوتي إلى العالم العربي "الخليج والشرق الأوسط"، لكن دون التفريط في اللهجة المغربية، لأنها الأصل ومصدر قوتنا نحن المغاربة، وبالتالي لا يمكنني التخلي عنها مهما كانت المبررات.