وافقت لجنة العلاقات الخارجية المنقسمة، بمجلس الشيوخ الأمريكي، أول أمس الأربعاء، على قرار يصرح باستخدام القوة العسكرية في سوريا، بأغلبية 10 أصوات مقابل سبعة، واكتفى سناتور واحد بتسجيل أنه "موجود" في التصويت. معارضون للضربة العسكرية يرفعون أيادي ملطخة بالأحمر في وجه جون كيري ويفتح تصويت اللجنة الطريق أمام إجراء تصويت على القرار في مجلس الشيوخ بكامل هيئته، ومن المرجح أن يتم ذلك الأسبوع المقبل. ويجب أن يوافق مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على نسخة من القرار، قبل إرساله إلى الرئيس باراك أوباما لتوقيعه. وقبل الموافقة على القرار، أدخل أعضاء اللجنة تعديلات عليه، لمزيد من التوضيح في تعريف النشاط العسكري المصرح به. ولم تأت نتيجة التصويت متطابقة مع الانتماءات الحزبية. إذ انضم ديمقراطيان إلى جمهوريين في التصويت ضد القرار. وقال معارض للضربة إن هجمات الأسد على شعبه "أرعبته"، لكنه لا يريد أن تتورط الولاياتالمتحدة في حرب سوريا. ووافق على القرار ثلاثة جمهوريين إلى جانب سبعة ديمقراطيين، منهم رئيس اللجنة، فيما اكتفى السناتور ديمقراطي، ادوارد ماركي، بتسجيل أنه "موجود". وكان متظاهرون، مناهضون للحرب، لوحوا بأيديهم ملطخة باللون الأحمر، بشكل متقطع، لساعات يوم الأربعاء، وراء مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهم يحثون المشرعين على التفويض بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا. وشارك في المظاهرة الصامتة، بقيادة جماعة "كود بينك"، المناهضة للحرب، حوالي 10 نشطاء. لكن عددا لا يحصى من الناس، في جميع أنحاء العالم، شاهدها، لأن الاحتجاج كان أثناء جلسة في الكونجرس بثت على شاشات التلفزيون. وقال المتظاهرون إن اللون الأحمر يمثل الدماء، التي ستلطخ أيدي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إذا وافق الكونجرس على الهجمات العسكرية انتقاما من استخدام سوريا المزعوم لأسلحة كيماوية ضد شعبها. وكتب على لافتة، رفعتها ميديا بنجامين، التي شاركت في تأسيس "كود بينك" التي تشكلت قبل عشر سنوات لمعارضة الغزو الأمريكي للعراق، "جون كيري - الدبلوماسية ليست الحرب." وقالت بنجامين إنها، في جلسة مماثلة ليوم الثلاثاء، ألقي القبض عليها، ووجهت إليها تهمة السلوك غير المنضبط، بعدما هتفت بأن الشعب الأمريكي لا يريد حربا أخرى. وفي جلسة الأربعاء، التزمت بنجامين الصمت، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وهي تلوح بأيديها الملطخة باللون الأحمر. وقام كيري بإشارة واضحة إلى المحتجين أثناء شهادته، حين قال "عندما دخلت هذه الغرفة... وقف خلفي شخص صاحب ضمير، وقال هذا الشخص (من فضلك لا تأخذنا إلى الحرب. لا تأخذنا إلى حرب أخرى)". وقال كيري "دعوني أكون واضحا. نحن لا نطالب أمريكا أن تذهب إلى الحرب"، ووعد بأن الضربات الجوية الأمريكية لن تشمل أي قوات برية. وكان جون كيري صرح بأن 10 دول، على الأقل، تعهدت بالمشاركة في تدخل عسكري أمريكي في سوريا، لكنه لم يسمها، ولم يذكر ما هي الأدوار التي قد تضطلع بها. وتعتبر فرنسا وتركيا أبرز القوى العسكرية، التي تقف خلف الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إلى ذلك، هون كيري من تهديدات السفن الروسية في شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن روسيا قد توافق على عملية عسكرية في سوريا، إذا ثبت أنها نفذت هجمات بأسلحة كيماوية. وتعقيبا على تصريحات بوتين، قال كيري للمشرعين الأمريكيين إن تلك التصريحات "مفيدة". وأضاف "قد يوجد طريق للمضي قدما تدرس فيه روسيا ألا تعرقل اتخاذ إجراء". وأعلنت الولاياتالمتحدةوفرنسا استعدادهما لتوجيه ضربات لسوريا، دون صدور قرار من مجلس الأمن، لاقتناعهما بان موسكو ستستخدم الفيتو لإحباط أي تفويض باستخدام القوة. وقال مسؤول غربي كبير أنه بدت مؤشرات على أن مسؤولين روسيين يعتقدون أن الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي، وقد حد ذلك من تأييد روسيا له، إلا أنه من غير المرجح أن تعلن موسكو ذلك صراحة. وأضاف المسؤول إن الدول الغربية تأمل أن تصبح موسكو، بعد انتهاء الضربات العسكرية، التي ستنفذ على الأرجح رغم معارضة روسيا العلنية، أكثر تعاونا في السعي للتوصل إلى حل سياسي.