بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة نصب الملصقات الكبرى لصور أعمال الشعيبية على امتداد شوارع بريست المحورية كان بيار باشلي مقتنعا تماما بأن هذا القرص الجديد سينال إعجاب سواد الناس في سائر الأقطار الدولية وسيحقق رواجا كبيرا على شتى المستويات والأصعدة، فصورة الشعيبية في عين هذا المغني العالمي وفي بصيرته فأل خير ويمن وبركات وطالع حظ يعز عن الوصف والتعبير. يحكي الحسين طلال أن شخصية والدته كانت دائما مثار إعجاب ومحور تقدير واعتبار، فما أكثر المخرجين السينمائيين الذين أفصحوا عن رغباتهم في إسناد بعض الأدوار الرئيسية لأفلامهم للشعيبية، لكنها كانت تعتذر بلباقة ولطف، مكتفية ببطولة لوحاتها التشكيلية، التي مسكت بتلابيب كل عشاق الفن العالمي وجمّاعي أعماله النموذجية، وعبر هذه الخرائط والأحداث يبرز طلال أن الشعيبية شرفت الفنان العالمي زاوفوكي بإقامة السفارة الفرنسية بالرباط، كما أن راهب كوريا حل ضيفا على رواقها "ألف باء للفن الحديث". يتذكر أيضا حدث تدشين الفضاء الثقافي والفني الكبير "كوارتس" بمدينة بريست، الذي احتضن حفل تدشينه على مدار الموسم معرضا للفنانة الشعيبية تيمنا بأعمالها وتبركا بشخصيتها، إذ قام المنظمون بنصب الملصقات الكبرى لصور أعمالها على امتداد الشوارع المحورية وفي كل مواقف الحافلات. في هذا الإطار يستحضر طلال أن مدير هذا الفضاء الثقافي كتب رسالة إلى الشعيبية جاء فيها:" كل سكان بلدة بريست استيقظوا على ألوان الشعيبية". عندما عرضت أيضا ببرشلونة بمركز الرابطة الفرنسية كتب محافظ هذا المركز:" نحن سعداء لعرض أعمال الشعيبية، فهي من أبرز وأكبر فناني البحر الأبيض المتوسط". نشر اسم الشعيبية في المعجم البيوغرافي العالمي بأمريكا التي تعتبرها فنانة حديثة لا فطرية وذلك ضمن خمسة آلاف اسم، كما حازت دبلوم الدكتوراه الثقافية للفنون الجميلة، وحازت لقب سفيرة البرلمان العالمي للسلم، وغيره من الألقاب التشريفية. حول هذا التتويج العالمي، يقول طلال إن والدته كانت دائما تردد على مسامعه:"جبت الشهرة على ذراعي. ما تنعرف حد هم لصوتو علي. في فرنسا القلب النابض للفن عرضت مع كبار الفنانين كل المبدعين العالميين مروا من باريس باش احققوا ذواتهم. ماكاين شي ناقد فني ففرنسا وخارجها ما كتب علي". هذه الكلمات كان لها وقع إيجابي في نفس وحيدها طلال، ولهذا مازالت ترن في أذنيه كأنه سمعها الساعة، وكثيرا ما يرددها هو أيضا في أحاديثه حول ظاهرة الشعيبية، أيقونة التشكيل المغربي، التي كانت فخورة بحفاوة استقبال الفنانين والمثقفين خلال معارضها الدولية وبحشود جماهير زائريها.