تمكنت فرق التدخل البري والجوي، صباح أمس الأحد، من السيطرة على حريق غابة أمسكرود بشكل نهائي، بعد أن التهمت ألسنة النيران طيلة 9 أيام متواصلة، 960 هكتارا من المساحة الغابوية، تتكون أساسا من أشجار العرعار والأركان والزيتون البري. فرق التدخل تسيطر على حريق أمسكرود بعد تدميره 960 هكتارا بذلت فرق التدخل، التي دعمتها طائرتان من الجارة الإسبانية مجهودات جبارة للحيلولة دون اتساع رقعة الحريق، الذي اندلع السبت ما قبل الماضي، رغم وعورة التضاريس، وارتفاع درجة الحرارة. وقال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إنه جرى تسخير 3 طائرات من طراز كنادير تابعة للقوات الجوية الملكية، و4 طائرات من طراز تيربو تراش، تابعة للدرك الملكي، إضافة إلى مروحية من طراز كازيل تابعة للدرك الملكي، وأخرى تابعة للقوات الجوية الملكية، مشيرا إلى أن الأسطول الجوي، تعزز في اليوم الأخير بطائرتين إسبانيتين من طراز كنادير في إطار التعاون المغربي الإسباني، ما دعم عمليات التدخل، وعجل بالسيطرة على الحريق. وأعلن فؤاد عسالي في تصريح ل"المغربية"، أن الطاقم الإسباني، كان مكونا من 17 عنصرا، ذوي خبرة عالية في مجال مكافحة الحرائق، وساهموا مع نظرائهم المغاربة في إخماد الحريق بفعالية ونجاعة. وأضاف رئيس مصلحة حماية الغابات، أنه جرى على المستوى البري تجنيد 550 عنصرا يمثلون فرقا من مصالح القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات والسلطات المحلية والدرك الملكي والسكان المحليين، مبرزا أن هذه العناصر لعبت هي الأخرى دورا مهما في الحد من انتشار النيران، والسيطرة على الحريق. ونفى فؤاد عسالي حدوث اختناق في أوساط عناصر التدخل، بالمقابل سجل حدوث إجهاد كبير في صفوف بعض العناصر، تلقوا الإسعافات الضرورية في عين المكان، واستعادوا عافيتهم بسرعة. وأكد رئيس مصلحة حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الطائرات عادت إلى ثكناتها، ظهر أمس الأحد، بعد إنهاء مهماتها بنجاح، بينما استمرت فرق من التدخل البري في عين المكان للقضاء على آخر الجمارات المشتعلة. وذكر عسالي أن المجهودات التي بذلت، والتنسيقات التي جرت بين مختلف المصالح المتدخلة، وكذا الجارة الإسبانية، ستعزز لا شك من خبرة فرق التدخل مستقبلا في التصدي بفعالية ونجاعة لكل الحرائق المحتملة. وأفاد فؤاد عسالي أن المساحة المتضررة التي أحصتها فرق التدخل، المتمثلة في 960 هكتارا، تتطابق مع المساحة التي حددها المركز الأوروبي المكلف برصد الحرائق على مستوى أوروبا وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أن هذا الأخير بعث للمغرب، أول أمس السبت، بصورة عبر الأقمار الاصطناعية، تحدد المساحة المتضررة في حوالي 960 هكتارا، في إطار التعاون المشترك بين الطرفين وتبادل المعلومات بينهما. من جهة أخرى، تمكنت عناصر الدرك الملكي بأكادير من اعتقال قاصر، 16 سنة، متهم بإشعال الشرارة الأولى للحريق. واعترف المتهم، خلال التحقيق معه، أنه أشعل النار لأغراض مرتبطة بتربية النحل، والبحث عن العسل، بيد أنه تفاجأ بسرعة انتشارها في الغابة، كالنار في الهشيم، بسبب طبيعة الغطاء النباتي والحرارة المفرطة للجو، ما جعله يطلق ساقيه للريح. وأحيل المتهم على ابتدائية أكادير، التي قررت إحالته على قاضي التحقيق، وإيداعه السجن المحلي بإنزكان، ومواصلة التحقيقات في الحادث الكارثي. وكان المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، مرفوقا بالجنرال دوديفيزيون عبد الكريم اليعقوبي، المفتش العام للوقاية المدنية، قاما نهاية الأسبوع، بزيارة إلى مركز قيادة حريق أمسكرود، للاطلاع على سير عمليات التدخل.