قتلت الشرطة التونسية إسلاميا متشددا في العاصمة، كما قتل جنديان في انفجار قرب الحدود الجزائرية، أول أمس الأحد، في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة مواجهة تصاعد الأزمات الأمنية والسياسية بالبلاد. اعتصام أنصار التيار العلماني ضد الحكومة التونسية (خاص) وزادت هجمات الإسلاميين المتشددين على مدى الأسبوعين الأخيرين في تونس، وشنت قوات الأمن، الجمعة، هجمات عنيفة بالطيران والمدفعية على مخابئ للمتشددين في منطقة جبل الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر. وفي الوقت نفسه تسعى المعارضة العلمانية الغاضبة للإطاحة بالحكومة، التي يقودها الإسلاميون المعتدلون، بعد اغتيال قياديين بارزين بها، ويشجعها على ذلك تدخل الجيش في مصر لعزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي. وخرج عشرات الآلاف من التونسيين في استعراض للقوة من جانب حزب النهضة الحاكم يوم السبت. ونظمت المعارضة ليل الأحد تجمعا شارك فيه أكثر من 20 ألف شخص في ما يعد أكبر احتجاج منذ أن بدأت المعارضة مظاهرات يومية الأسبوع الماضي. وقتل جنديان وأصيب ستة آخرون في وقت سابق، أول أمس الأحد، إثر انفجار لغم أرضي في دبابتهم، أثناء قيامهم بتمشيط منطقة في جبل الشعانبي قتل فيها متشددون ثمانية جنود الأسبوع الماضي في أعنف هجوم على القوات التونسية منذ عقود. وفي العاصمة تونس قال لطفي الحيدوري، وهو مسؤول بوزارة الداخلية إن الشرطة داهمت منزلا يخبئ فيه المتشددون أسلحة بمنطقة الكبارية بتونس. وأضاف "الشرطة قتلت مسلحا إسلاميا واعتقلت خمسة آخرين في بيت كانوا يخبئون فيه أسلحة". وخلال الأسبوع المنصرم، استهدفت عبوة ناسفة مزروعة على الطريق وسيارة ملغومة قوات أمن في تونس العاصمة في أول هجوم من نوعه بالعاصمة ولم تقع إصابات. وكانت تونس تعتبر نموذجا بين ديمقراطيات الربيع العربي الوليدة، لكنها تواجه أسوأ أزمة، منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. واتهمت المعارضة حزب النهضة بأنه على صلة بهجمات المتشددين أو يتسامح معها. وينفي الحزب ذلك وكثف جهوده الرامية إلى اتخاذ إجراءات صارمة منددا بالهجمات الأخيرة التي وصفها بأنها أعمال إرهابية. واجتاحت المظاهرات تونس بعد اغتيال محمد البراهمي العضو في حزب حركة الشعب القومي العربي، يوم 25 يوليوز. وجاء مقتل البراهمي بعد اغتيال الزعيم المعارض شكري بلعيد في فبراير الماضي. وفي ميدان باردو بتونس ردد محتجو المعارضة شعارات ضد حزب النهضة، أول أمس الأحد، وقال مشاركون في الاحتجاج إن تجمعهم تعبير أكثر شرعية عن الإرادة الشعبية. وانتقدوا النهضة لاستئجارها حافلات لنقل محتجين لميدان القصبة يوم السبت وتقديم وجبات للحشود التي قال الحزب إن عدها تجاوز 150 ألف شخص. وقالت آمال التي كانت تلوح بالعلم التونسي "بحشودنا الضخمة نقول للنهضة إن بإمكاننا زعزعة حكومتكم الأكثر دكتاتورية من بن علي، وسنبعدكم من تونس. "تجمعنا بعشرات الآلاف الليلة دون استخدام حافلات أو طعام.. ويوم الأربعاء سنرى الاحتجاج الذي سينهي حكم الإسلاميين". وتعتزم المعارضة تنظيم احتجاج شعبي غدا الأربعاء، في ذكرى مرور ستة أشهر على اغتيال بلعيد. وتحاول قوات الأمن تصعيد قتال الإسلاميين المتشددين وسط ضغوط متزايدة لاستقالة الحكومة. وقال التلفزيون الرسمي التونسي إن سلفيا متشددا أطلق النار يوم الأحد على الشرطة عندما حاولت إيقاف سيارته قرب بلدة بن قردان في جنوب شرق تونس قرب الحدود الليبية. وأضاف التلفزيون أنه عثر على أسلحة داخل السيارة وأنه يعتقد أن هذا الرجل واحد من مجموعة كبيرة من السجناء الذين أصدرت حكومة انتقالية سابقة عفوا عنهم خلال الأيام التي تلت إسقاط بن علي.