اشتهرت مدينة مراكش بعدة أسماء من بينها "سبعة رجال"، وارتبطت برجالاتها، الذين بصموا حياتها الدينية والروحية، وألهموا الكثير من الكتاب والأدباء وشعراء الملحون، من خلال حسهم الإنساني والأخلاقي، ما دفعنا إلى الالتفات لظاهرة هؤلاء الرجالات. يعتبر إبراهيم بن بويلا من بين الدراجين المغاربة أمثال محمد الكرش والنجاري وبلقاضي والعدلاوي والهاشمي وآخرون، الذين صنعوا مجد رياضة الدراجات، خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات، ويعزو ذلك إلى الغيرة على الوطن والصبر ومراكمة الخبرة لدى الدراجين، وكذا إلى اطمئنانه لضمان مستقبله حتى يمارس رياضته بشجاعة، وهو إكراه محبط جربه الدراج بن بويلا وابنته خولة المتوجة ببطولة المغرب وكأس العرش موسمي 2009 و2010. إبراهيم بن بويلا، دراج مغربي، ترسخ اسمه سريعا في ذاكرة كل المغاربة في ثمانينيات القرن الماضي كواحد من أبطال المغرب لسباق الدراجات. نشأ وترعرع بحي دوار العسكر بمراكش، من مواليد سنة 1959، من أب يعشق ويمارس رياضة الدراجات، ويشتغل مصلحا لها، كما كان له أخ دراج بنادي الاتحاد البيضاوي بداية السبعينيات. ساهم تردد إبراهيم على دكان أبيه في احتكاكه بالدراجين، الذين استهووه بمغامراتهم واكتشافهم المناظر الجميلة، التي ينعم بها المغرب، لتبدأ لديه الرغبة في بلوغ هدف سطره لنفسه مع امتلاكه أول دراجة "مستعملة"، وهو في سن الثانية عشرة من عمره، هدية من والده بثمن 30 درهما. شكل بن بويلا، وأخوه محمد، وزملاؤه بلقايد والمختار والحبيب وغوجبان ولاكوب مجموعة دأبت على تنظيم رحلات وتحديات قصيرة، وطويلة عبر مدارات المدينة وجبال أوريكة، ومولاي إبراهيم. منح تفوق بن بويلا على رفاقه الثقة في النفس ودفعه لأخذ الموضوع بجدية، حيث وقع رفقة مجموعته سنة 1976 لنادي دراجة آسفي، لعدم وجود ناد للدراجة بمدينة مراكش. مرحلة اعتبرها بن بويلا تكوينا وصقلا استمرت حتى سنة 1979، حيث اكتشفه الراحل محمد بهلول، مدرب المنتخب الوطني ومدرب ورئيس فريق الوداد البيضاوي، ليلعب لهما مقابل سكن ووظيفة. بدأ إبراهيم بن بويلا مسار التألق مع المنتخب الوطني في الموسم نفسه، ببطولة المغرب للشباب، إذ حصل على ميدالية ذهبية للفرق العربية بالعراق عن سن العشرين، إلى جانب مصطفى النجاري، والعدلاوي، والديناني، وظل بن بويلا يلازم دراجته حتى موسم 1989 حين شارك في بطولة إفريقيا بالجزائر، بعدما توج بطلا للمغرب للكبار موسم 1983، وبطلا للسرعة بالمضمار، وبطلا "سكراتش" المضمار، وفائزا بكأس العرش لموسمي 1984 و 1986، دون الإشارة إلى الحضور المتميز بمجموعة من البطولات والطوافات الدولية بالعراق، والجزائر، وتونس، وفرنسا، وإسبانيا والبرتغال، وألمانيا الشرقية، إبان الحرب الباردة، ولوكسمبورغ، وبولونيا، وبطولة العالم بتشيكوسلوفاكيا، ثم ألعاب البحر المتوسط، وأولمبياد لوس أنجلس. توقف بن بويلا عن ممارسة رياضة الدراجات كما توقف عن الوظيفة، التي منحها إياه فريق الوداد البيضاوي، ليدخل غمار التدريب بعد مرحلتي تكوين بالمغرب وماليزيا. ودرب إبراهيم بن بويلا كلا من الوداد وعين السبع البيضاويين، والكوكب والدراجة المراكشيين، وأندية ليبية وخليجية. كما درب منتخبات الشباب والكبار لكل من المغرب والسعودية والإمارات وقطر، وتوج معها في أكثر من مناسبة.