محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الحلقة التاسعة الفنان المغربي محمود الإدريسي في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، كانت لمحمود العديد من الجولات الفنية قادته إلى المشرق، إذ تعامل مع العديد من الفنانين الكبار مثل محمد الموجي، كما غنى في العديد من البلدان العربية مثل ليبيا، والكويت، والعراق والكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة. ومن بين الجولات الفنية، التي ظلت عالقة في ذهن محمود الإدريسي، رحلته إلى أبوظبي، حيث أحيى حفل زواج نجل مانع سعيد العتيبة، رفقة عدد من الفنانين المغاربة منهم الراحل عبد القادر الراشدي والراحلتان رجاء بلمليح وماجدة عبد الوهاب، ومادية رشدي وأحمد العلوي وزوجته آنذاك لطيفة رأفت، وعدد من الموسيقيين من الجوق الوطني. وأثناء مقامهم بأبوظبي طلب منهم أحد أعوان العتيبة عين الفرج الأسود تلحين مجموعة من قصائد العتيبة النبطية، ووزع عليهم أزيد من 70 قصيدة تولى أمرها الراحل عبد القادر الراشدي، بينما لم يظفر محمود بأي واحدة، عندها طلب الرجل من الراشدي مد محمود ببعض القصائد وكان عددها ثلاثا. يقول صاحب "محال ينساك البال" شرعت في تلحين القصائد الثلاثة وأسندت واحدة للراحلة ماجدة عبد الوهاب لتغنيها، وكانت المفاجأة، فبعد تقديم ما لحناه للجنة تحكيم كلفت باختيار الأحسن، أعلنت اللجنة عن فوز الأغنية، التي أسندتها للراحلة ماجدة عبد الوهاب، دون ذكر اسمي، لأن اللحن نسب عن طريق الخطأ للراحل عبد القادر الراشدي، الذي كان معروفا بقدراته الفنية في كل بلدان الخليج العربي. لم أحاول تصحيح المعلومة، لأنني كنت أنتظر المبادرة من الراحل الراشدي، لكنه لم يفعل، ولم أهتم بالموضوع كثيرا، لأنني كنت أعتبر الراحل بمثابة الأب الروحي لي، فمنه تعلمت الكثير من أسرار الموسيقى المغربية. وأثناء قيام لكن الراحلة ماجدة عبد الوهاب أخذت على عاتقها مهمة تصحيح الخطأ من نفسها، وأثناء قيامها لغناء المقطوعة الفائزة بالجائزة الأولى قالت "يجب التذكير بأن الأغنية الفائزة التي سأغنيها أمامكم الآن هي من ألحان محمود الإدريسي وليس عبد القادر الراشدي". وعن علاقته بالراحلة ماجدة عبد الوهاب يقول الإدريسي كانت تربطني بالراحلة علاقة فنية متميزة، لكن الموت اختطفها في سن مبكرة، إذ رحلت في أوج شهرتها، ففي سنة 1992 خطفها الموت رفقة زوجها إثر حادثة سير مروعة، في الوقت الذي كتب فيه العيش لابنتها سكينة.