محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الحلقة الثامنة الفنان المغربي محمود الإدريسي في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، كانت لمحمود العديد من الجولات الفنية قادته إلى المشرق، حيث تعامل مع العديد من الفنانين الكبار مثل محمد الموجي، الذي لحن له أغنيتين، وملحنين آخرين من ليبيا، والكويت، والعراق. عن لقائه بمحمد الموجي ورحلته إلى مصر، يقول صاحب "ساعة سعيدة" في سنة 1986 كلفت بمهمة رسمية للسفر إلى القاهرة من أجل تسجيل أغنية وطنية بعنوان "شمس الخلود" للشاعر أحمد الطنجاوي، من المفترض أن يلحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لكن ظروفه الصحية حالت دون ذلك، ما جعله يقدم اعتذارا رسميا للمملكة. شددت الرحال إلى مصر ووجدت الموسيقار محمد الموجي في انتظاري فبلغته تحيات صاحب الجلالة الراحل الحسن الثاني، وسلمته القصيدة فشرع في تلحينها وبدأت أتمرن على غنائها لتسجيلها بأحد استوديوهات القاهرة. وأثناء ملازمتي الموسيقار محمد الموجي تعرفت على العديد من الفنانين المصريين الذين رحبوا بي ترحيبا كبيرا، وعرضوا علي العديد من الأعمال، لكنني لم أقبل منها سوى "ديو" مع الفنانة سميرة بنسعيد تمحور موضوعه حول رسالة المعلم والمعلمة وكان من ألحان الموجي. ورغم أن عددا من الفنانين المصريين المعروفين حاولوا إقناعي بضرورة المكوث في مصر، بعدما أعجبوا بصوتي ووجدوه مختلفا عن كل الأصوات التي كانت موجودة في الساحة الفنية آنذاك، إلا أنني اعتذرت لارتباطي بمهمة محددة هي تسجيل "شمس الخلود" والعودة إلى المغرب لتصويرها للتلفزيون المغربي، من جهة، ولكوني أخذت على عاتقي مهمة الاستمرار في خدمة الأغنية المغربية، التي هي في حاجة إلى كل مغربي حر يعشق وطنه ويفتخر بهويته، فأنا من الشاوية وتحديدا من منطقتي اولاد احريز والمذاكرة مهد التراث الشعبي وبلاد الخصب. هذه هي الأسباب التي جعلتني أرفض الإقامة في مصر، رغم توفر الظروف الملائمة في ذلك الوقت. وبعد مضي شهر كامل من العمل المتواصل اكتملت الأغنية وتم تسجيلها بأحد استوديوهات القاهرة، وحان موعد العودة إلى المغرب. عدت إلى المغرب محملا بنسختين واحدة للقصر الملكي وأخرى للإذاعة والتلفزيون، حيث صورت "شمس الخلود" رفقة المخرج الراحل حميد بن الشريف. وكانت"شمس الخلود" و"الديو" الذي غنيته رفقة سميرة بنسعيد العملين الوحيدين اللذين غنيتهما لملحن آخر، بعدما دخلت مجال التلحين.