قررت مجموعة من الشباب بمدن الدارالبيضاء وتطوان والرشيدية، مواصلة الدعوة للابتسامة لمواجهة الضغوطات اليومية، من خلال مسيرات بالشارع وذلك بعدما علمت بالصدى الذي لقيته مسيرة الابتسامة التي جرى تنظيمها، صباح أول أمس الأحد، بمدينة الرباط. ودعت نادية وشيماء ونوسيبة وحليمة، ضمن مجموعة من الطالبات والطلبة من الرباط، المغاربة إلى الابتسامة، لأنها تزرع في النفس البشرية أملا وتفاؤلا، وتخفف من ضغوطات الحياة اليومية، بعدما أظهرت دراسة حديثة أن نصف المغاربة غير راضين عن مستوى عشيهم. وانطلقت هذه المسيرة، التي فكرت في إطلاقها مجموعة من الشباب، بين شوارع الرباط، من غابة هيلتون ودامت ثلاث ساعات، حيث جرى توزيع "البالونات المبتسمة". وتوجه المشاركون، بعد الانطلاقة، إلى باب الرواح، ومسجد السنة، وساحة الجولان وحسان ثم مارينا، وفي كل محطة، كان يجري تقديم بالونات بها ملصقات الابتسامة، للتأكيد أنها وسيلة لبعث الارتياح النفسي، خلال مواجهة صعوبات الحياة. لم تكن المبادرة في البداية، تقول نادية الراجي، البالغة من العمر 27 سنة، والتي تعمل حاليا بمدينة الدارالبيضاء، سوى فكرة بين حوالي 10 طالبات يتابعن دراستهن بكلية العلوم الإنسانية، وكلية الطب والصيدلة بالرباط، ويبحثن عن وسيلة لمواجهة الضغوط اليومية، خاصة خلال فترة الاستعداد للامتحانات. اتفقت هذه المجموعة من الطالبات، تضيف نادية، على تغيير صور صفحاتهن على الفايسبوك، فوضعن صورة لفتاة "مشعككة"، أثارت انتباه زميلات أخريات من المدينة نفسها فتقاسمن الصورة، وانتقلت الفكرة إلى فتيات أخريات من فاس ومدن أخرى رحبن بالمبادرة. صورة "المشعككة" تقول نادية، الحاصلة على الماستر في التسيير والتطوير التجاري، تعكس مظهرا لحالة إنسانة قلقة وتعيش ارتباكا نفسيا. وترى نادية أنه "يمكن لهذه الحالة أن تتحول إلى فرح وارتياح، عبر الابتسامة والضحك، وهو مهم بالنسبة إلى الإنسان لأنه يؤثر في عطائه اليومي وعلاقاته بغيره وفي مردود عمله". فكرت هذه المجموعة من الفتيات والصديقات في نشر فكرة الابتسامة بين شريحة واسعة من المجتمع، فوجهن رسائل على الموقع الاجتماعي لتنظيم حملة حدد تاريخها صباح الأحد الماضي بالعاصمة، ولقيت وقعا متميزا بين مجموعة من الشباب، عبروا بدورهم عن استعدادهم للمشاركة في الحملة. وانتقلت حملة الابتسامة من الرباط إلى بعض المدن المغربية، إذ عبر شباب من البيضاء عن استعدادهم لتنظيمها بالعاصمة الاقتصادية، فيما أكدت مجموعة من شباب الرشيدية التحضير لمسيرة تضاهي مسيرة الرباط، كما قرر طلبة من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية الدعوة بدورهم لتنظيم مسيرة الابتسامة، ومنها سيطلقون الدعوة لتنظيمها بجميع المدن المغربية "يشعر جميع المغاربة بأهمية الابتسامة على الصحة النفسية، التي أكدتها دراسات العديد من الباحثين والمختصين". ورغم عدم رضى حوالي نصف المغاربة عن مستوى عيشهم، الذي أكدته دراسة أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، إلا أن الترويح عن النفس، حسب منظمي الحملة، يؤثر على جوانب عدة في الحياة الشخصية، بما فيها الصحة، ومستوى التعامل والانطباع، الذي تتركه الابتسامة خلال التعامل في الشارع، وفي وتيرة الحياة اليومية. وتبين، من خلال موقع الحملة على الموقع الاجتماعي الفايسبوك أن الفكرة لقيت صدى واسعا بين شباب من مدن مختلفة، سجلوا تعليقات مختلفة، من بينها"ابتسم أمام من تحب فيشعر بحبك، وابتسم أمام من تكره فيشعر بالندم، وابتسم أمام من لا تعرف، فتكسب صداقته"، و"ابتسم وانس الهموم، فأحوال الدنيا لا تدوم، لأنها بين يدي الحي القيوم".