صدم سكان مدينة تارودانت، أول أمس الأربعاء، بتعرض طفلة، عمرها سنتان ونصف، لاعتداء وحشي، فارقت على إثره الحياة. وقفة تضامن مع أسرة الطفلة فطومة وقالت مصادر عليمة ل"المغربية"، إن الضحية فطومة لا تتجاوز سنتين ونصف من العمر، اختطفت من أمام منزل والدتها، واقتادها المشتبه به إلى منطقة جنان أخاط، قرب سور باب تاركونت، حيث عثر عليها وقد غطى التراب جسدها النحيف. وصرحت أم الضحية لعناصر الشرطة القضائية أن ابنتها غابت عن أنظارها مساء الثلاثاء الماضي، في السادسة والنصف مساء، متهمة طليقها، الذي أنجبت منه ثلاث بنات، أصغرهن فطومة. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن أحد سكان الحي أدلى بشهادة إلى رجال الشرطة تفيد أنه شاهد الطفلة الضحية رفقة شاب على متن دراجة هوائية، قبل انتشار خبر اختفائها بيوم واحد، مؤكدا أنه شاب في مقتبل العمر، وتظهر على وجهه ندوب، وكان كثير التردد على بعض المقاهي بساحة أسراك. وحسب المصادر نفسها، فإن عناصر الشرطة القضائية اعتقلت، مساء أول أمس الأربعاء، حوالي 14 شخصا مشتبها في ارتكابهم جريمة القتل، التي ربطها البعض باستغلال الطفلة في استخراج الكنوز، إذ تشتهر مدينة تارودانت بهذه الظاهرة، بينما هناك من اعتبر الأمر يتعلق باعتداء جنسي. وأفادت المصادر بأن الرأي العام المحلي والوطني والجمعيات الحقوقية والمدنية تنتظر ما سيسفر عنه تقرير التشريح الطبي، لمعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق باعتداء جنسي أم بجريمة قتل. من جهتها، قالت نجاة أنوار، رئيسة جمعية "ماتقيش ولدي"، في اتصال مع "المغربية"، إن "ضعف المقاربة الحكومية في الحد من الظاهرة بات يهدد أمن وسلامة الأطفال المغاربة"، داعية إلى بلورة استراتيجية واضحة تنهض بحقوق الطفل ومكتسباته. وأضافت أن الجمعية أوفدت ممثليها إلى إقليمتارودانت لتقصي الحقائق، ومعرفة ملابسات الواقعة. وعبرت أنوار عن تخوفها من أن يصبح الاعتداء على الأطفال أمرا عاديا، مطالبة بتنزيل مقتضيات الدستور في هذا المجال. يذكر أن جمعية "ما تقيش ولدي" نظمت، بتنسيق مع جمعية الرجاء الروداني للرياضة والثقافة والفنون، صباح أمس الخميس، وقفة تضامن، حضرها عامل إقليمتارودانت، وقدم تعازيه للعائلة المكلومة، مشيرا إلى أنه سيتولى شخصيا أمر هذا الملف.