تبدأ اليوم (الأربعاء) زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى المغرب٬ بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وستتواصل غدا الخميس. (سوري) وستتخلل هذه الزيارة، التي من شأنها أن تعطي للعلاقات الاستثنائية التي تربط المغرب وفرنسا دفعة، أنشطة مكثفة٬ ستشمل قطاعات متنوعة منها السياسية والاقتصادية٬ والاجتماعية، على المستويين المؤسساتي والمجتمع المدني. وتقرر أن تبدأ هذه الجولة من مدينة الدارالبيضاء٬ وهي المرة الأولى التي يبدأ فيها رئيس فرنسي زيارة للمغرب من الدارالبيضاء٬ في إشارة واضحة لرغبة الرئيس هولاند في الإشادة بالدينامية التي يشهدها المغرب من خلال الأوراش الكبرى التي ميزت عهد جلالة الملك. وتتواصل الزيارة غدا بالتوجه إلى عاصمة المملكة، الرباط، لتأكيد دعم الحركية التي تشهدها بلادنا، من خلال الإصلاحات الديمقراطية وحيوية المجتمع المدني. ويرافق الرئيس هولاند خلال هذه الزيارة٬ التي تعد أول زيارة له للمغرب منذ انتخابه في ماي 2012، وفد كبير يعكس تنوع الفاعلين في الشراكة المغربية الفرنسية. علم من مصادر في قصر الإليزي أن الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ سيثير٬ خلال زيارة الدولة، التي يقوم بها للمغرب اليوم وغدا٬ قضية الصحراء "بكيفية هادئة"، لأن موقف فرنسا من هذه القضية "ثابت"٬ ويستند إلى مبدأين هما٬ من جهة٬ إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه٬ ومن جهة ثانية٬ دعم المخطط المغربي الخاص بالحكم الذاتي. وأشارت مصادر رئاسة الجمهورية الفرنسية٬ عشية زيارة هولاند للمغرب٬ إلى أنه "سيتم بحث قضية الصحراء بكيفية هادئة٬ بكل تأكيد لأن "الموقف الفرنسي ثابت بهذا الخصوص٬ ويتمثل في إيجاد حل متفاوض بشأنه في إطار الأممالمتحدة"٬ انطلاقا من "مقترح المغرب الخاص بالحكم الذاتي، الذي كان تقدم به سنة 2007، والذي تعتبره فرنسا كأساس "جدي وذي مصداقية في الوقت نفسه" للتفاوض. وأضافت المصادر ذاتها أن المغرب اتخذ "مبادرات مفيدة" بشأن هذا الملف، خلقت "دينامية"٬ وأن "طموح فرنسا، بهذا الخصوص، هو أن تكون مفيدة وعملية في الوقت نفسه"٬ لكي يتم "بعث روح جديدة في مسلسل المفاوضات". من جهة أخرى، أكد رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي٬ كريستيان كامبون٬ أن المجموعة تراهن على أن زيارة الدولة التي سيقوم بها للمغرب الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ ستمثل "مرحلة تكميلية" لتعزيز التعاون النموذجي القائم بين البلدين٬ خاصة في بعده الأوروبي. واعتبر رئيس هذه المجموعة البرلمانية، التي تضم نحو 90 عضوا٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أنه من المتوقع أن تشكل زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب مرحلة تكميلية في مسار العلاقات القائمة بين المغرب وفرنسا٬ ومن خلالها أوروبا٬ على اعتبار أن المغرب يحظى بوضع متقدم لدى الاتحاد الأوروبي وأنه "يجب تطوير هذا الوضع ليقطع مرحلة جديدة". وشدد النائب الفرنسي على أهمية توظيف هذا الوضع المتقدم٬ الذي وصفه ب"المهم للغاية"٬ ليكون آلية لتعاون فعال يخدم العلاقات الفرنسية المغربية٬ "في اتجاه أوروبا ولصالح أوروبا".