أحالت الضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، السبت الماضي، مشتبها به، في حالة اعتقال، على وكيل الملك لدى محكمة الدرجة الأولى بالجديدة، على خلفية سرقة أجانب عن طريق الكسر من داخل سيارات. تابعت النيابة العامة المتهم من أجل الأفعال المنسوبة إليه، وأودعته رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، في انتظار مثوله أمام هيئة الحكم بالغرفة الجنحية. وحسب وقائع النازلة، فإن أجنبيين اثنين من جنسية ألمانية، رجل (25 سنة) ومرافقته (24 سنة)، كانا حلا أخيرا بالمغرب، على متن عربة من نوع "كرافان"، وكانا يعتزمان القيام بجولة سياحية، تقودهما إلى مختلف أرجاء المملكة، من شمالها إلى جنوبها. وبعد محطة الرباط، وقدوما عبر الطريق الجهوية رقم 320، الرابطة بين الدارالبيضاء والجديدة، توقفا، الأربعاء الماضي، بشاطئ بونعايم، على بعد حوالي 15 كيلومترا شمال مدينة أزمور. وقررا الاستمتاع بعض الوقت بحرارة الشمس، وبمياه المحيط الأطلسي العذبة، وبرمال الشاطئ الذهبية، ما أغراهما بالسباحة في مياه البحر الذي يكون خاليا، في هذه الفترة من السنة. استوقفا عربتهما على جنبات الطريق في مكان غير محروس، على بعد 400 متر، ثم نزلا إلى الشاطئ الرملي، حيث قضيا حوالي ساعتين في السباحة والاسترخاء. وعند عودتهما إلى سيارتهما، وجدا أن زجاج نافذتها مكسر، وأن بابها مفتوح. وبعد أن تفقدا أغراضهما، تبين لهما أنهما كانا عرضة للسرقة، حيث ضاعت من الألماني محفظة يدوية من الجلد، كان بداخلها مبلغ مالي قيمته 400 أورو، ورخصة السياقة، وبعض ملابسه، فيما اختفى الهاتف المحمول الذي يخص الفتاة. التحق الألمانيان لتوهما بمقر الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، وأبلغا عن نازلة السرقة التي تعرضا لها، وشنت دورية راكبة حملات تمشيطية واسعة النطاق، شملت المنطقة المحاذية لشاطئ بونعايم، وكثف المتدخلون الدركيون التحريات الميدانية، ما مكنهم من تحديد هوية شخص معروف بسوابقه العدلية، وكان يستهدف الأجانب بالسرقة من داخل سياراتهم. وجراء تحديد هويته، داهمت الضابطة القضائية "البراكة" التي أقامها على الشاطئ، والتي كان يتخذ منها مسكنا، ووجدوا اللص داخل منزله الصفيحي "البراكة"، وأطلعوه على موضوع زيارتهم، وفي تلك اللحظة، ارتمى خلسة على وسادة، وحاول أن يخفي تحتها شيئا ما. غير أن يقظة الدركيين حالت دون ذلك، ليتبين أنه كان بصدد إخفاء هاتف محمول من نوع "سامسونك كلاكسي3"، وعند استفساره عن مصدره، صرح أنه عثر عليه. وإثر تفحص الدركيين لذاكرة الهاتف، تبين أنها تخزن صورا لأجانب، ولم يجد المشتبه به بدا من الاعتراف أنه كان استهدف، منذ شهرين، سياحا أجانب بالسرقة من داخل عربتهم، غير أنهم لم يسجلوا شكاية في الموضوع. وقام رجال الدرك بتصفيده، واقتياده إلى مقر الفرقة الترابية بأزمور، حيث وضعوه تحت تدابير الحراسة النظرية. وعند إخضاع المشتبه به للبحث والاستنطاق، أنكر جملة وتفصيلا علاقته بسرقة الألمانيين، اللذين سجلا شكاية في حق مجهول، ما حدا بالمحققين إلى استعمال الحيلة للإيقاع به، ودفعه إلى الاعتراف بالأفعال المنسوبة إليه، حيث أطلعه قائد المركز أن كاميرا مثبتة داخل عربة "كرافان" السائحين الأجنبيين، التقطته متلبسا بتنفيذ عملية السرقة، وانطلت عليه الحيلة، وأقر من ثمة بنازلة السرقة، التي أورد تفصيليا وقائعها، التي ضمنتها الضابطة القضائية في محضر استماعه القانوني المرفق بالمسطرة القضائية المرجعية. كما كشف المشتبه به عن هوية شريك له، يوجد في حالة فرار، أصدرت الفرقة الترابية بأزمور في حقه مذكرة بحث وتوقيف.