نظمت أخيرا بتاونات، في مقر العمالة، تظاهرة حول مخطط المغرب الأخضر، قصد إبراز مكانة قطاع الزيتون بالإقليم، باعتباره موردا مهما لمعظم سكانه، إضافة إلى رصد الدور المحوري للتنظيمات المهنية النشيطة في تطوير هذا القطاع والدفاع عن مصالح المهنيين. أشرف حسن بلهدفة، عامل الإقليم، على افتتاح أشغال هذه التظاهرة، التي تضمنت مجموعة عروض، إذ تناول العرض الذي استعرضته المديرية الإقليمية للفلاحة، المؤهلات الفلاحية التي تزخر بها تاونات، لتصبح إقليما فلاحيا بامتياز. كما ركز العرض على تشخيص الحالة الراهنة لقطاع الزيتون والبرامج التي تنجزها الوزارة بالمنطقة، بتنسيق مع التنظيمات المهنية، كما أوضح العرض الخطوط العريضة الاستراتيجية وزارة الفلاحة والصيد البحري لتنمية قطاع الزيتون. ووفقا لما جاء في عرض المديرية الإقليمية للفلاحة، فإن مساحة الزيتون بالإقليم تقدر بحوالي 140 ألف هكتار منتجة، أي ما يمثل خمس مساحة الزيتون على الصعيد الوطني، أما معدل الإنتاج السنوي فيبلغ حوالي 180 ألف طن أي بمردودية 1.5 طن للهكتار الواحد جلها موجهة لاستخلاص زيت الزيتون، وهي مردودية ضعيفة حسب ما أكدته المديرية، مقارنة مع المؤهلات التي يتوفر عليها الإقليم. أما عن البنية التحتية الخاصة باستخلاص زيت الزيتون في الإقليم فلا تكفي لتحويل كل ما ينتجه الإقليم من الزيتون، كما تتميز بهيمنة الوحدات التقليدية الشبه عصرية، حسب عرض المديرية، إذ هناك حوالي 3 آلاف وحدة تقليدية لعصر الزيتون، بطاقة استيعابية تصل إلى 33 ألف طن، و24 وحدة شبه عصرية بطاقة استيعابية تصل إلى 100 ألف طن، و37 وحدة عصرية بطاقة استيعابية تقدر بحوالي 78 ألف طن. أما بخصوص البرامج التي تنجزها وزارة الفلاحة والصيد البحري بالإقليم، في مجال تنمية قطاع الزيتون، فهناك مشروع "حساب تحدي الألفية"، يهم توسيع مساحة تمتد إلى 22 ألف هكتار، وكذا صيانة البساتين على مساحة 12 ألف و120 هكتارا، ثم تنظيم القطاع وعصرنة تحويل الزيتون. ويتعلق المشروع الثاني ب"برنامج التنمية المندمجة لقطاع الأشجار المثمرة"، ويهم توسيع مساحة تمتد إلى 7 آلاف و224 هكتار، ثم تنظيم القطاع وعصرنة تحويل الزيتون، في حين المشروع الثالث يخص "استبدال زراعة الحبوب بالزيتون ويهم توسيع المساحة على 6 آلاف هكتار. كما تطرق عرض المديرية الفلاحية إلى فرص الاستثمار، التي يوفرها الإقليم في مجال إنتاج الزيتون وزيت الزيتون انطلاقا من مؤهلات الإقليم عبر توسيع المساحة وتأهيل البساتين، من خلال تكثيف عمليات الصيانة وتثمين الإنتاج وإحداث مشتل لإنتاج الأشجار المعتمدة. من جهة أخرى، أكدت المديرية خلال عرضها أنه لتأهيل القطاع وتقوية المنافسة في السوق المحلية والوطنية والدولية، لا بد من وجود تنظيم مهني نشيط للمنتجين يساهم في تمثيلهم وتأطيرهم وتوحيد جهود المتدخلين في القطاع من منتجين ومحولين ومجمعين ومسوقين. حضر اليوم الدراسي، الذي تطرقت فيه المديرية إلى خطة العمل لتطوير قطاع الزيتون بالإقليم، إلى جانب عامل الإقليم، السلطة المحلية وممثلون للمصالح المركزية لوزارة الفلاحية ومصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري بجهة تازة–الحسيمة –تاونات وممثلون عن الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية وممثلون عن التنظيمات المهنية العاملة في مجال إنتاج الزيتون من جمعيات وتعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي ومستثمرون خواص على صعيد إقليم تاونات، حول دور الهيئات بين المهنية لسلسلة الزيتون. في السياق ذاته، نظم بمقر المديرية لقاء بين التنظيمات المهنية وباقي الفاعلين في قطاع الزيتون حيث جرى انتخاب مكتب جمعية منتجي الزيتون بإقليم تاونات. وتناول العرض الثاني الخاص بوزارة الفلاحة والصيد البحري التنظيمات البين مهنية ودورها في النهوض بالقطاع الفلاحي على العموم وقطاع الزيتون على الخصوص. أما العرض الثالث فهم الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية التي تطرقت إلى مضامين القانون رقم 12-03 المتعلق بالهيئات البين مهنية لسلسلة الزيتون إذ جرى شرح وتوضيح الهدف من تفعيل القانون السالف الذكر ودور الهيئات البين مهنية في تنمية قطاع الزيتون.