أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بلاده يمكن أن تتجاهل حظرا يفرضه الاتحاد الأوروبي وتقوم بتزويد المعارضين السوريين بالأسلحة إذا كان ذلك يمكن أن يساعد في إسقاط الرئيس بشار الأسد. طفل سوري يتدرب على القتال للمشاركة في الحرب داخل بلاده (خاص) كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المنقسمون حول مبررات إبقاء الحظر على الأسلحة، قرروا تخفيف هذا الإجراء عبر تزويد المعارضين السوريين معدات غير قاتلة وتدريبهم. إلا أنهم امتنعوا عن رفع الحظر بشكل كامل. وردا على أسئلة لجنة في مجلس العموم البريطاني حول إمكانية تمديد الحظر على الأسلحة بعد انتهائه بعد ثلاثة أشهر، قال كاميرون "نود أن نواصل العمل وفق الطرح الأوروبي". وأضاف كاميرون، الذي كان يتحدث أمام لجنة الارتباط في مجلس العموم "آمل أن نستطيع إقناع شركائنا الأوروبيين إذا أصبح الأمر (مد المعارضة السورية بالأسلحة) ضروريا أو عندما يصبح كذلك وأن يوافقوا على ذلك". وتابع رئيس الوزراء البريطاني "لكن إذا لم نتمكن من ذلك، فليس مستبعدا أن نقوم بالأمور على طريقتنا". وأكد كاميرون "مازلنا بلدا مستقلا ويمكننا اتباع سياسة خارجية مستقلة". من جهة أخرى، ذكرت منظمة بريطانية للعمل الخيري، أمس الأربعاء، أن طرفي النزاع في سوريا يجندان أكثر فأكثر فتيانا للقتال وحتى لاستخدامهم دروعا بشرية. وقالت منظمة سيف ذي تشيلدرن في تقرير بمناسبة مرور سنتين على اندلاع النزاع في سوريا إن مليوني طفل كانوا ضحايا أبرياء للنزاع الدامي، الذي تقول الأممالمتحدة انه أودى بحياة سبعين ألف شخص على الأقل حتى الآن. وأضافت أن هؤلاء الأطفال يكافحون للعثور على طعام ومعرضون لخطر الإصابة بنقص التغذية وبإمراض، مشيرة إلى أن كثيرين منهم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة. وتابعت المنظمة إن البنات يجبرن على الزواج في محاولة لحمايتهن من خطر العنف الجنسي. وقالت "سيف ذي تشيلدرن" إن "الأطفال يعرضون مباشرة للأذى بتجنيدهم في المجموعات أو القوات المسلحة". وتابعت "هناك ميل متزايد للمجموعات المسلحة من طرفي النزاع إلى تجنيد أطفال تحت سن الثامنة عشرة من حمالين وحرس ومخبرين ومقاتلين". وأشارت المنظمة البريطانية إلى أن "الكثير من الأطفال وعائلاتهم يرون في ذلك مصدرا للاعتزاز. لكن بعض الأطفال يتم تجنيدهم قسرا في النشاطات العسكرية وفي بعض الأحيان استخدم أطفال لا يتجاوزون الثامنة من العمر دروعا بشرية". وأكد التقرير الذي يحمل عنوان "أطفال تحت النار" أن واحدا من كل ثلاثة أطفال تعرض للضرب أو الركل أو إطلاق النار. واعدت التقرير استنادا إلى بحث أجرته جامعة بهجة شهير في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا. ويواجه آلاف الأطفال في سوريا سوء التغذية بينما أجبر ملايين منهم على ترك بيوتهم ليعيشوا في حدائق وحظائر وأحيانا في مغاور. وقالت رئيسة المنظمة كارولين مايلز "بالنسبة لملايين الأطفال السوريين، براءة الطفولة حل محلها الواقع القاسي الذي يتمثل بالسعي إلى البقاء في هذه الحرب". وأضافت أن "كثيرين يعيشون الآن في الخلاء ويكافحون ليجدون الغذاء دون أن يتمتعوا بحق العلاج الطبي إذا مرضوا أو تأذوا". وتابعت "بما أن المجتمع انهار، حل الجوع والتشرد والرعب في أسوأ الأحوال محل المدرسة، بالنسبة لبعض هؤلاء الأطفال. لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الوضع بلا مراقبة، إذ أن حياة كثيرين من الأطفال على المحك".